وقع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في فخ نصبه لنفسه دون أن يدرى.
فقد أصدر غالانت شريط فيديو تحدث فيه عن وثيقة سرية تبين لاحقا أن لا علاقة لها بما قاله.
غالانت أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي عثر على وثيقة موجهة من قائد لواء خان يونس في حماس رافع سلامة إلى زعيم "حماس" يحيى السنوار وشقيقه محمد.
وطبقا لما قاله غالانت وهو يحمل وثيقة بيده فإن سلامة، الذي أعلنت إسرائيل اغتياله منتصف يوليو/تموز، كتب في الوثيقة: "نحن نحافظ على ما تبقى لدينا من معدات وذخائر، حيث فقدنا 90-95% من قدرتنا الصاروخية؛ وخسرنا 60% من أسلحتنا الشخصية؛ لقد فقدنا ما لا يقل عن 65-70% من القذائف والصواريخ والأهم من ذلك أننا فقدنا ما لا يقل عن 50% من مجاهدينا بين شهيد وجريح والآن بقي 25% وآخر 25% من عناصرنا".
وأضاف غالانت: "لقد وصلوا إلى وضع لا يستطيع الناس أن يتحملوه أكثر.. مكسورون على المستوى العقلي أو الجسدي".
ولكن وزارة الدفاع الإسرائيلية نشرت صورة من الوثيقة التي تحدث عنها وتبين أن لا علاقة لها إطلاقا بكل ما قاله غالانت في كلمته.
فالوثيقة، كما نشرتها وزارة الدفاع الإسرائيلية في صورة، بينما كان غالانت يحملها، تتحدث عن نقاش داخلي حول اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وكتب في الوثيقة: "أبعث برسالتي هذه لإبداء رأينا في الورقة الأخيرة، فقد قرأت ورقة الأخ الكبير أبو إبراهيم (يحيى السنوار) والملاحظات التي أبداها على المقترح قبل الأخير حينما كنت في زيارتي لكم قبل أيام وقد تبادلنا الحديث والنقاش حول المقترح".
وأضاف: "سأتناول في ورقتي هذه ما تداوله الأخ الكبير أبو إبراهيم من ملاحظات على تلك الورقة، والتخوفات أو الفخاخ التي تضمنتها الورقة (المقترح) آنذاك، وقد تضمنت النقاط (الملاحظات) على تلك الورقة ما يلي مع ذكر المستجد في الورقة الجديدة".
غالانت ممسكا بالوثيقة المزعومة
ويسهب كاتب الورقة في شرح تفاصيل العرض المقدم الى "حماس" بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار والملاحظات على هذا الاقتراح.
ولم يتضح أسباب خروج غالانت بهذا المؤتمر، ولكنه يحاول الدفع باتجاه اتفاق عبر التأكيد بأن القوة العسكرية لحركة "حماس" قد تدمرت بشكل كبير وإنه حان الوقت للتوصل إلى اتفاق.
وبالمقابل، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتخذ موقفا معاكسا ويقول إن على إسرائيل مواصلة الحرب حتى تدمير القوة العسكرية لحركة "حماس".
وكان موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي أشار قبل يومين إلى أن الجيش الإسرائيلي يحقق في وثائق مزعومة حول "حماس" تم تسريبها إلى إعلام غربي بغرض التأثير على مواقف الإسرائيليين للقبول برأي نتنياهو الرافض للاتفاق.
وفي حين أن فلسطينيين قالوا على شبكات التواصل الاجتماعي بأن غالانت تحدث عن أمور لم ترد إطلاقا بالوثيقة فإن الوثيقة التي نشرها غالانت أثارت تساؤلات حتى في إسرائيل.
وقال موقع إخباري فلسطيني: " غالانت يكذب كما كل مرة: يعرض ورقة حول المفاوضات واتفاق وقف إطلاق النار والتبادل، ثم يقول لجمهوره الإسرائيلي إنها وثيقة من القيادي في القسام رافع سلامة يعترف فيها بـالقضاء على قدرات حماس".
ومن جهته كتب الإسرائيلي نحاميا غرشوني على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي إن " غالانت يتحدث عن رسالة من رافع سلامة للأخوين السنوار عن المشقات في رفح ، مع تفاصيل تآكل القوات التابعة لحماس في قطاعه".
واستدرك: "في الصورة، يظهر الصفحة الأولى، التي، حسب فهمي المتواضع، تتناول بالكامل الأسئلة الأساسية المتعلقة بالاتفاق مع إسرائيل".