غداة حظر أممي على دخول الأسلحة إلى دارفور اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الخميس، امتدت رحاها إلى مناطق عدة مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
ففي شمالي مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، أفادت مصادر عسكرية وطبية لـ«العين الإخبارية»، الخميس، بسقوط قتلى وجرحى إثر المواجهات العنيفة، والقصف العشوائي الذي طال المدينة.
وأوضحت مصادر طبية لـ«العين الإخبارية» أن القصف العشوائي على الريف الشمالي لمدينة أم درمان أسفر عن مقتل طفلين، داخل منزلهما، فيما نجا والداهما، اللذان يمكثان الآن في أحد المستشفيات.
وحسب المصادر الطبية، فإن 4 حالات وفاة وصلت إلى مستشفى الجزيرة اسلانج، شمالي مدينة أم درمان بسبب القصف العشوائي على المنطقة.
فيما أفاد شهود عيان لـ«العين الإخبارية» أن 10 قذائف جراء القصف العشوائي الذي استمر لساعات طويلة، سقطت على أحياء سكنية، مشيرين إلى أن ذلك القصف متواصل حاليا على منطقة البادوبا، شمالي مدينة أم درمان.
ووفق مصادر عسكرية، فإن محيط جسر الحلفايا الذي يربط مدينتي بحري وأم درمان، شهد مواجهات متقطعة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، وأن طائرات الاستطلاع حلقت بكثافة في سماء المنطقة.
محور ولاية النيل الأزرق
ومع اتساع دائرة الاشتباكات، أبلغت مصادر عسكرية «العين الإخبارية» باندلاع مواجهات جديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الخميس، بولاية النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد.
وطبقا للمصادر العسكرية، فإن الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة أدت إلى وقوع خسائر بشرية ومادية، قرب منطقة جريوة في الولاية الحدودية مع دولة إثيوبيا.
وحسب المصادر العسكرية، فإن قوات الدعم السريع أعادت انتشارها في محلية التضامن بولاية النيل الأزرق.
ووفق المصادر العسكرية، فإن قوات الجيش السوداني توجد في منطقة قُلي، بينما قوات الدعم السريع تتمركز في منطقة جريوة، متوقعة اندلاع اشتباكات عنيفة في أعقاب حشد طرفي الصراع قواتهما في المنطقة.
محور مدينة الفاشر
وإلى الفاشر، حيث أبلغت مصادر عسكرية «العين الإخبارية» بتواصل الاشتباكات المسلحة، في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، مؤكدة أن قوات الدعم السريع قصفت مدينة الفاشر بالصواريخ والمدفعية الثقيلة في محاولة للتوغل والسيطرة على كامل المدينة.
وتسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر لكونها آخر المدن في إقليم دارفور غير الخاضعة لسيطرتها، بعد أن سيطرت منذ أواخر العام الماضي على ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور.
وتقع مدينة الفاشر في غرب السودان على ارتفاع 700 متر (2296 قدما) فوق سطح البحر على مسافة 802 كيلومتر غرب العاصمة الخرطوم، و195 كيلومترا عن مدينة نيالا باتجاه الشمال الشرقي.
ولم تتلق «العين الإخبارية» تعليقا من الجيش السوداني أو قوات «الدعم السريع» حول الاشتباكات الجديدة في أم درمان والفاشر والنيل الأزرق، التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
حظر الأسلحة في دارفور
قرر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، مساء الأربعاء، إبقاء نظام العقوبات الذي يحظر دخول الأسلحة إلى دارفور، مع تصاعد العنف وغياب الحل السلمي.
وكان مجلس الأمن فرض على السودان نظام العقوبات بموجب القرار رقم 1591 في عام 2004، الذي يحظر بيع أو توريد الأسلحة إلى جميع الأطراف المتحاربة في دارفور، مع فرض عقوبات تشمل حظر السفر وتجميد الأصول على من ينتهك هذا القرار.
وصوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة، يقضي بتمديد نظام العقوبات على السودان لمدة عام إضافي حتى 12 سبتمبر/أيلول 2025.
تصاعد الأدخنة جراء الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع
ومنح القرار لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن سلطة الإشراف على تنفيذه، مع تكليف خبراء بجمع المعلومات حول الامتثال للقرار وتقديم تقارير دورية إلى المجلس.
ودمرت الحرب سبل عيش ملايين السودانيين، بمن في ذلك العاملون في قطاعي الزراعة والرعي، التي يعمل فيها 80% من القوى العاملة في البلاد، نتيجة توسع نطاقها مصحوبا بالهجمات العشوائية على المدنيين.
وفاقمت الحرب من حدة الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، خاصة في مخيمات النازحين، إثر تسببت الاشتباكات الناجمة عنها في تعطيل وصول المساعدات الإنسانية الدولية إلى الإقليم.
وخلفت الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 أكبر أزمة إنسانية على المستوى الدولي، إذ اضطر السودانيون إلى تناول أعلاف الحيوانات وأوراق الأشجار في دارفور، لعدم توفر الغذاء في مخيمات النزوح البالغة عددها 51 في ولايات دارفور الخمس.