قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الأربعاء، إن الغارات الجوية على لبنان ستتواصل من أجل تدمير البنية التحتية لجماعة "حزب الله"، وكذلك الاستعداد لعملية برية مُحتملة للقوات الإسرائيلية.
وذكر بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي أن هاليفي قال للجنود، عند الحدود مع لبنان: "تسمعون الطائرات فوقنا، نوجه ضربات طوال اليوم". وأضاف: "هذا لإعداد الأرض لدخولكم المحتمل، ولمواصلة إضعاف حزب الله".
وتزامناً مع تعليقات هاليفي، قالت مصادر مطلع، إن الولايات المتحدة تقود مساعي دبلوماسية جديدة لإنهاء الأعمال القتالية في غزة ولبنان، وإن التفاصيل يجري وضعها في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وذكر مسؤولان لبنانيان ودبلوماسيان غربيان ومصدر مطلع على تفكير حزب الله ومصدر آخر مطلع على المحادثات، طلبوا جميعاً عدم الكشف عن هوياتهم، إن الولايات المتحدة تقود مساعي دبلوماسية جديدة لإنهاء الأعمال القتالية في قطاع غزة ولبنان ضمن مبادرة واحدة.
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، في برنامج تبثه قناة ABC، أن الحرب الشاملة ممكنة في الشرق الأوسط، لكنه أضاف: "ما زلنا نعمل من أجل التوصل إلى تسوية يمكن أن تغير المنطقة بأكملها تغييراً جذرياً".
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن واشنطن وحلفاءها يعملون دون كلل لتجنب حرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله" التي قالت إنها لن تتراجع حتى تتوقف الحرب في قطاع غزة.
وشنت إسرائيل مزيداً من الضربات الجوية على لبنان، الأربعاء، وأسقطت صاروخاً قالت جماعة "حزب الله" إنها أطلقته على مقر لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" قرب تل أبيب.
وعبّر زعماء من دول في أنحاء العالم عن قلقهم من التصاعد الحاد في القتال مع ارتفاع عدد الضحايا في لبنان، ونزوح الآلاف من منازلهم. وبدأ تبادل إطلاق نار بين "حزب الله" وإسرائيل عبر الحدود بالتزامن مع بدء الحرب في قطاع غزة.
مقترحات وقف إطلاق النار
قالت 3 مصادر إسرائيلية إن الولايات المتحدة وفرنسا تعملان على مقترحات لوقف إطلاق النار المتصاعد في لبنان، لكن المحادثات لم تفض إلى أي تقدم حتى الآن.
وقال بلينكن، في اجتماع مع مسؤولين ووزراء من دول الخليج في نيويورك: "خطر التصعيد في المنطقة شديد.. وأفضل حل هي الدبلوماسية، وجهودنا المنسقة حيوية لمنع المزيد من التصعيد".
وشن الجيش الإسرائيلي أعنف ضرباته الجوية في عام على لبنان هذا الأسبوع مستهدفاً قيادات لـ"حزب الله" ومئات المواقع في عمق لبنان كما أطلق حزب الله وابلا من الصواريخ صوب إسرائيل.
وقالت إسرائيل إن طائراتها المقاتلة استهدفت جنوب لبنان وسهل البقاع، كما أعلن الجيش أنه سيستدعي لواءين من قوة الاحتياط لتنفيذ مهام عملياتية على الجبهة الشمالية.
وذكر في بيان "استدعاء اللواءين سيسمح بمواصلة الجهود القتالية ضد حزب الله، وحماية مواطني إسرائيل، وتهيئة الظروف لإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم".
وعجت المستشفيات في لبنان بالجرحى منذ الاثنين، حينما قتل القصف الإسرائيلي أكثر من 550 شخصاً في أعنف يوم تشهده البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية في 1990.
وقال وزير الصحة اللبناني إن عدد الضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان، الأربعاء، بلغ 51 شخصاً على الأقل، إضافة إلى إصابة نحو 223.
بدوره، قال "حزب الله" في بيان: "دعما لشعب فلسطين في قطاع غزة وإسناداُ لمقاومته، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، أطلقنا صاروخاً باليستياً من نوع قادر1 يستهدف مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب، وهو المقر المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البيجرز وأجهزة اللاسلكي".
ويحمل "حزب الله"، "الموساد" مسؤولية وقائع اغتيال لعدد من قادته في الآونة الأخيرة. كما يتهمه بتنفيذ عملية نوعية، الأسبوع الماضي، فجّر فيها أجهزة اتصالات لاسلكية يستخدمها أعضاء حزب الله. وتسببت تلك التفجيرات في سقوط 39 وإصابة 3 آلاف تقريباً. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف ضلوعها في الأمر.
إسرائيل تنفي استهداف مقر للموساد
وقال مسؤولون إسرائيليون إن "صاروخاً ثقيلاً" كان في طريقه إلى مناطق مدنية في تل أبيب، وليس مقر "الموساد"، قبل إسقاطه.
ووسعت إسرائيل المناطق التي تستهدفها، منذ مساء الثلاثاء، إذ وصلت الهجمات للمرة الأولى إلى بلدة الجية جنوبي بيروت مباشرة.
كما وقعت ضربات على بنت جبيل وتبنين وعين قانا في الجنوب، وبلدة جون في قضاء الشوف قرب مدينة صيدا في الجنوب والمعيصرة في قضاء كسروان.
وقال وزير الخارجية اللبناني إن ما يصل إلى نصف مليون شخص تقريباً نزحوا في لبنان.
وفي بيروت، لجأ آلاف النازحين الفارين من جنوب لبنان إلى المدارس والمباني الأخرى.
وأجلى الجيش اللبناني أكثر من 60 شخصاً في وقت مبكر من صباح الأربعاء، من بلدة علما الشعب المسيحية الواقعة على الحدود مع إسرائيل، وذلك في أعقاب ضربات مكثفة خلال الليل.