قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الخميس، إن 28 من أفراد الطواقم الطبية قتلوا في لبنان خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وسط تصاعد التوتر والفوضى في قطاع السفر الجوي مع تكثيف إسرائيل قصفها على بيروت والمناطق الحدودية.
وأضاف جيبريسوس في إفادة صحافية عبر الإنترنت، أن العديد من العاملين في قطاع الصحة "لا يتوجهون لعملهم، وفروا من المناطق التي يعملون بها بسبب القصف"، داعياً إلى تعزيز حماية العاملين في قطاع الصحة.
واعتبر أن "ذلك يحد بشكل كبير من توفير الرعاية المطلوبة، ومواصلة تقديم الخدمات الصحية".
من جهته، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبد الناصر أبو بكر في الإفادة، إن جميع العاملين في القطاع الصحي الذين قتلوا، الأربعاء، كانوا يؤدون واجبهم ويساعدون المصابين.
وذكرت وزارة الصحة اللبنانية، أن ألفي شخص قتلوا في المجمل، منهم 127 طفلاً، وأصيب 9384 آخرون منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على لبنان العام الماضي.
وأشارت منظمة الصحة العالمية، إلى أن هذا العدد يشمل 73 من العاملين في القطاع الصحي.
وقال أبو بكر، إنه "تم إخلاء المستشفيات بالفعل. أعتقد أن ما يمكنني قوله الآن هو إن القدرة على التعامل مع العدد الضخم من القتلى والجرحى موجودة، لكنها مسألة وقت حتى تستنفد المنظومة فعلياً كل طاقتها".
فوضى في قطاع السفر الجوي
وأشار تيدروس في الإفادة الصحافية ذاتها، إلى أن المنظمة لن تتمكن من تسليم شحنات كبيرة من الإمدادات الطبية للبنان، الجمعة، بسبب تعليق رحلات جوية.
وأحدث تصاعد التوتر في البلاد فوضى في قطاع السفر الجوي، إذ حولت شركات طيران عالمية مسارات رحلاتها، أو ألغتها كما وردت أنباء عن تأخيرات كبيرة في مطارات المنطقة.
وأكد أبو بكر، أن المنظمة تتفاوض مع الدول لتسهيل إيصال الإمدادات الطارئة إلى لبنان، وتستكشف إمكان اللجوء لخيارات أخرى بحراً أو براً.
وأجلت عدة دول رعاياها من بيروت، الخميس، وسط تكثيف إسرائيل قصفها للعاصمة اللبنانية، وحثت حكومات في أنحاء العالم مواطنيها على المغادرة.
ودفعت إسرائيل بقواتها إلى جنوب لبنان بعد أسبوعين من ضربات جوية مكثفة، في صراع محتدم جر إليه إيران، ويهدد بدخول الولايات المتحدة.
وقصفت القوات الإسرائيلية قلب بيروت، الخميس، بعد أن تكبدت القوات الإسرائيلية أفدح خسائرها على الجبهة اللبنانية في عام من الاشتباكات مع جماعة "حزب الله".
واستقل عشرات اليونانيين والقبارصة اليونانيين طائرة عسكرية يونانية في مطار بيروت، وكان كثيرون من الركاب أطفالاً يتشبثون بدمى وحقائب مدرسية.
وفي ظل الازدحام على متن الطائرة، لعب بعض الأطفال بالعصي المضيئة، واستسلم آخرون للنعاس في حجور والديهم، بينما كانت الطائرة تغادر المدينة التي كان يتصاعد منها الدخان.
وأنزلت الطائرة 38 قبرصياً في مطار لارنكا في قبرص التي تبعد نحو 200 كيلومتر غربي لبنان، ثم استأنفت رحلتها إلى أثينا حيث أنزلت 22 يونانياً.
وقال أحد الركاب، ويدعى جيورجوس سيب لوكالة "رويترز" على مدرج المطار خارج أثينا بعد الهبوط: "كنا محاصرين، لم تكن هناك وسيلة أخرى للمغادرة لعدم توافر مقاعد على طائرات الشرق الأوسط وأقرب رحلة يمكن استقلالها كانت بعد عشرة أيام".
وأضاف: "الوضع يسوء كل يوم ولا نعلم ما سيحدث غداً".
وسعى مغتربون في لبنان جاهدين لمغادرة البلاد، ووضعت الحكومات من الصين إلى أوروباً خططاً لإخراج مواطنيها.
ونظمت روسيا رحلة خاصة من بيروت، الخميس، لأفراد عائلات الدبلوماسيين الروس، في حين قالت أستراليا، إنها وفرت مئات المقاعد على متن طائرات كي يغادر مواطنوها.
وضاق كثير من الناس بالحياة في لبنان هذا الأسبوع، بعد أن حث الجيش الإسرائيلي سكان أكثر من 20 بلدة في الجنوب على إخلاء منازلهم على الفور