استقبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الأربعاء، نظيره الإيراني عباس عراقجي، الذي يزور الرياض ضمن جولة إقليمية.
وجرى خلال الاستقبال "بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة المستجدات في المنطقة والجهود المبذولة بشأنها"، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية السعودية.
بدورها قالت وزارة الخارجية الإيرانية، إن جولة عراقجي الإقليمية تهدف إلى "عقد مشاورات دبلوماسية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ضد قطاع غزة ولبنان".
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن عراقجي يركز خلال الزيارة إلى الرياض على القضايا الثنائية، وآخر التطورات في لبنان وفلسطين، وبذل الجهود لوضع حد لـ"جرائم إسرائيل في المنطقة".
وكانت الوكالة نفسها ذكرت أن عراقجي سيزور السعودية ودولاً أخرى في المنطقة، اعتباراً من الثلاثاء لمناقشة القضايا الإقليمية، والعمل على وقف "الجرائم الإسرائيلية" في غزة ولبنان.
ويعد هذا اللقاء الثالث الذي يجمع الوزيرين خلال أقل من شهر، حيث عقدا اجتماعاً ثنائياً في نيويورك على هامش الأسبوع رفيع المستوى للأمم المتحدة، والتقيا مرة أخرى خلال الاجتماع الوزاري الخليجي الإيراني غير الرسمي، وأيضاً خلال لقاء وزير الخارجية السعودي بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في الدوحة الأسبوع الماضي.
وناقش الاجتماع الوزاري الخليجي الإيراني، آنذاك، مسألة التصعيد المتزايد في المنطقة وتداعياته الخطيرة على السلام والأمن الإقليميين والدوليين، حيث أكد الوزراء الخليجيون، خلال الاجتماع، على أهمية خفض التصعيد والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتجنيب المنطقة مزيداً من عدم الاستقرار، ومن أخطار الحروب والدمار وآثارها على شعوب المنطقة والعالم.
ومن المقرر ان يتوجه وزير الخارجية الإيراني من الرياض إلى الدوحة، في وقت لاحق الأربعاء، حسبما أفادت وكالة "رويترز".
"إيران لا تريد الحرب"
وكان عراقجي صرح بأنه "سينطلق بعد ظهر الثلاثاء في رحلة تبدأ من المملكة العربية السعودية، وتشمل بعض دول المنطقة"، مضيفاً: "بعد المشاورات في نيويورك والدوحة، زرت بيروت ودمشق. وسأواصل هذه الزيارات، وأتوجه إلى السعودية ودول المنطقة. ونسعى لاتخاذ تدابير لوقف هذه الجرائم"، بحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وأضاف الوزير الإيراني أن "المشاورات مستمرة لوقف الجرائم وإدانة الكيان.. لقد قلنا مرات عدة أن إيران لا تريد الحرب، رغم أننا لا نخشى الحرب.. مستعدون لأي سيناريو، وقد تم تحديد جميع الأهداف الضرورية.. سياستنا هي وقف الصراعات والوصول إلى هدنة مقبولة"، بحسب "تسنيم".
وفيما يتعلق بالاجتماع المشترك مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، قال عراقجي إن "العلاقة مع دول مجلس التعاون شهدت منعطفات كثيرة، لكن هناك إرادة للتعاون (..)".
وفي سبتمبر، أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن سعي طهران إلى تعزيز العلاقات مع السعودية ومصر والأردن، مشيداً بـ"الدور الصيني" في الاتفاق الذي أبرم في مارس 2023 بين إيران والسعودية، و"تعزيز التعاون في المنطقة".
"موجة مصالحة"
واستأنفت السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية في 10 مارس 2023، بعد وساطة من الصين، وأعاد البلدان فتح سفارتيهما وممثلياتهما بعد قطع العلاقات في عام 2016.
وواصلت الرياض وطهران اتخاذ خطوات لتحسين العلاقات بينهما بعد "اتفاق بكين"، ما أدى إلى إطلاق "موجة مصالحة" في الشرق الأوسط، بحسب تصريحات وزير الخارجية الصيني وانج يي، في أغسطس 2023.
وفي سبتمبر 2023، وصل سفيرا السعودية وإيران إلى طهران والرياض، لمباشرة مهام عملهما بشكل رسمي، وذلك عقب مرور 5 أشهر على اتفاق البلدين في بكين.