استهدفت مُسيّرة أطلقت من لبنان، منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مدينة قيسارية الساحلية بشمال إسرائيل، لكنه لم يكن هناك في وقت الهجوم، وفق بيان رسمي.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان، السبت "أصابت طائرة مسيرة منزل نتنياهو في قيسارية، ولم يكن هو وزوجته (سارة) موجودين هناك ولم تقع إصابات.
وسبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، انفجار مسيّرة أُطلقت من لبنان، في مبنى بمدينة قيسارية الساحلية، فيما ذكر موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي، أن الهجوم كان يحاول استهداف منزل نتنياهو.
وفي بيان نشره عبر حسابه على منصة إكس قال الجيش "في الساعة الأخيرة، عبرت ثلاث طائرات مسيرة إلى البلاد قادمة من لبنان، وتم اعتراض مسيرتين".
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن المسيرة الثالثة "أصابت منزلا في قيسارية، دون وقوع إصابات".
وأشار بيان الجيش إلى أنه "نتيجة الحادث تم تفعيل إنذارات داخل قاعدة غليلوت العسكرية، حيث تأكد عدم وجود أي مسيرة معادية في المنطقة، ويتم التحقيق في الحادث".
وفي أعقاب الحادث، أصدر نتنياهو مقطع فيديو تعهد فيه بأن "لا شيء سيردعني"، مضيفًا أن المجهود الحربي سيستمر "حتى النصر".
ولم تعلن جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، والتي تتبادل إطلاق النار مع إسرائيل منذ أكتوبر 2023، مسؤوليتها حتى الآن عن الهجوم بالطائرات المسيرة كما لم تعلن أي جماعة مسلحة أخرى.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية "تعتقد المؤسسة الأمنية (تضم الجيش والموساد والشاباك والاستخبارات العسكرية والشرطة) أن هذا فشل أمني خطير للغاية، ولحسن الحظ أن رئيس الوزراء لم يكن في البيت، لكن هذا لا يقلل من حجم الفشل".
وأضافت "سيُطلب الآن من الجيش الإسرائيلي والشاباك (جهاز الأمن العام) التحقق من كيفية دخول الطائرة المسيرة إلى البلدة التي يقع فيها منزل رئيس الوزراء ولماذا لم يتم اعتراضها".
واعتبرت الصحيفة أن الحديث يدور عن "فشل لسلاح الجو الإسرائيلي الذي فتح تحقيقا في الحادث". وأشارت إلى حالة من الغضب بين سكان قيساريا لعدم تفعيل صفارات الإنذار جراء إطلاق المسيرة تجاه منزل نتنياهو.
ونقلت عن شاهد عيان من سكان المدينة قوله "لم يكن هناك إنذار مسبق سمعنا صوتا كما لو كان صاروخا في السماء".
وأضاف "لم يفهم المصلون الذين غادروا كنيسًا مجاورًا سبب الضجة، خرجنا وشاهدنا وسائل الإعلام وأدركنا الآن ما حدث هنا".
وقال آخر "كانت هناك طائرة هليكوبتر في الجو، ثم حدث دوي انفجار كبير شعر به جميع سكان قيساريا، ولم تكن هناك إنذارات (..) إنه أمر مخيف، لو أصابت (المسيرة) منزلا به أشخاص لكانت هناك كارثة".
ومن جانبها، أوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن المسيرة التي استهدفت قيسارية قطعت مسافة 70 كلم من لبنان.
وبدورها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن دوي الانفجار سُمع في قيسارية، حيث يقع المقر الخاص لإقامة نتنياهو.
وكان نتنياهو قد اعتاد أن يقضي عطلة بمنزله الخاص الواقع في قيسارية السبت وهو اليوم الذي يلتزم فيه اليهود عامة بالبقاء في البيوت وتجنب العمل. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المدينة بمسيرات.
وقبل 3 أسابيع أيضا، تم استهداف قيسارية ودوت فيها صافرات إنذار خلال تواجد نتنياهو هناك. وحتى الآن، لا يوجد أي تعليق رسمي بشأن الواقعة، إلا بيان الجيش الإسرائيلي عن المسيرة.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بإغلاق القوات الإسرائيلية شوارع في مدينة قيسارية بعد انفجار الطائرة المسيرة بمبنى، موضحة أن الجيش يمنع وسائل الإعلام من الاقتراب من موقع سقوط المسيرة.
من جهته، ذكر موقع "واللا" العبري أن "قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية توجهت إلى مكان سقوط المسيرة في قيسارية"، مشيرا إلى "وجود استنفار كبير للطائرات الحربية والمروحيات في سماء المنطقة"، التي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وبالإضافة إلى ذلك، سقط صاروخ أطلقه حزب الله اللبناني في مدينة حيفا، مما تسبب في إطلاق صافرات الإنذار بالمدينة. وأوضح بيان للجيش الإسرائيلي أن "الصاروخ سقط في منطقة مفتوحة ولم يتسبب في أية إصابات".
وفي بيان سابق الجمعة، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن الجيش "يواصل القتال المحدد في جنوب لبنان"، مشيرًا إلى "القضاء على نحو 60 مخربًا ومهاجمة العديد من الأهداف الإرهابية جوًّا وبحرًا".
في سياق متصل، قال رئيس الأركان الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، إن الجيش "قضى على نحو 1500 عنصر من حزب الله" اللبناني منذ بدء الحرب.
وأضاف خلال جلسة تقييمية أجراها في الجبهة الشمالية، الجمعة، مع قادة لواء غولاني، "أن حزب الله يخفي عدد قتلاه ومن المرجح أن يكون العدد أعلى من ذلك".
في لبنان، ذكر مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، أن غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في جونية، السبت، مما أسفر عن مقتل شخصين.
كما أغار الطيران الإسرائيلي، فجر السبت، على بلدة الخرايب في قضاء الزهراني، مما أدى إلى إصابة 3 أشخاص، حسب ما أفادت الوكالة اللبنانية للإعلام.
وذكرت الوكالة أيضا، أن طائرة مسيرة استهدفت، صباح السبت، شقة سكنية في مبنى قطايا في شتورا، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين.
وأضافت أن إسرائيل أغارت على بلدة المشرفة عند الحدود الشمالية الشرقية لمدينة الهرمل، شرقي البلاد.
والليلة الماضية، استهدفت إسرائيل بلدة كفرا في قضاء بنت جبيل في القطاع الأوسط للجنوب، بالتزامن مع قصف مدفعي للأحراج المحيطة بالبلدة، حسب مصدر أمني.
وأعلن حزب الله المصنف على لوائح الإرهاب الأميركية، السبت، تنفيذه عمليات عسكرية استهدفت جنودا ومواقع إسرائيلية.
وقال في بيان، إنه استهدف، فجر السبت، تجمعا لجنود إسرائيليين في جل الدير شمال شرق بلدة أفيفيم بصلية صاروخية. وفي بيان آخر، قال إنه قصف تجمعا لجنود إسرائيليين في بلدة المالكية بصلية صاروخية.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قد أكد في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، استمرار المسعى الدولي من أجل إصدار قرار بوقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 وتعزيز وجود الجيش اللبناني في جنوب الليطاني.
لكن نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، قال في خطاب متلفز أنه، طُلب من الحزب وقف الحرب والابتعاد أكثر من 10 كيلومترات عن الحدود اللبنانيّة، وألا يعمد إلى استفزاز إسرائيل، لكنه "أصر على وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدا أنه انتقل من "مرحلة مساندة جبهة غزة إلى مرحلة المواجهة مع إسرائيل".
وفتح حزب الله ما أسماها بجبهة "إسناد" لغزة، منذ الثامن من أكتوبر 2023، غداة اندلاع الحرب في القطاع الفلسطيني بين إسرائيل وحركة حماس عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على إسرائيل.
وتحول التبادل اليومي للقصف عبر الحدود إلى حرب مفتوحة اعتبارا من 23 سبتمبر مع تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية ضد معاقل الحزب وعدة مناطق لبنانية. وأعلنت إسرائيل في 30 سبتمبر بدء عمليات برية "محدودة" في جنوب لبنان.
وقتل منذ ذاك الحين 1373 شخصا على الأقل في لبنان، وفق حصيلة لفرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية. وأحصت السلطات فرار أكثر من مليون و400 ألف شخص من منازلهم على وقع التصعيد.
وتقول إسرائيل إنها تستهدف من عملياتها العسكرية حزب الله، لتتمكن من إعادة عشرات الآلاف الذين نزحوا من مناطقهم شمالي إسرائيل، إلى منازلهم.