دعا البيان الختامي لقمة مجموعة "بريكس" المنعقدة في قازان الروسية، الأربعاء، إلى وقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، فيما أكد ضرورة الحفاظ على سيادة دولة لبنان وسلامة أراضيه وتجنب توسيع رقعة الصراع، وأدلى الزعماء المشاركين بتصريحات تصب في صالح إقامة نظام دفع غير غربي.
ومجموعة بريكس تمثل الآن 45 بالمئة من سكان العالم و35 بالمئة من الاقتصاد العالمي.
وتناول البيان الختامي المؤلف من 43 صفحة لقمة مجموعة بريكس طائفة من القضايا امتدت من الشؤون الجيوسياسية والمخدرات والذكاء الاصطناعي وحتى حماية القطط الكبيرة، لكنه افتقر إلى التفاصيل في بعض القضايا الرئيسية.
ومع خضوع روسيا لما يقول الغرب إنها أشد عقوبات فرضت على الإطلاق بسبب الحرب في أوكرانيا، تخشى موسكو تقديم تفاصيل كثيرة حول علاقاتها المالية والتجارية خشية فرض مزيد من العقوبات الأميركية.
لكن البيان الختامي أشار إلى أنه لم يتحقق تقدم يذكر فيما يتصل بنظام دفع بديل يأمل بعض الأعضاء أن يستطيع تمويل المعاملات بين بلدان مجموعة بريكس. ولم يتم ذكر الدولار.
وجاء في البيان: "اتفقنا على مناقشة ودراسة جدوى لإقامة تحتية مستقلة للتسوية والإيداع عبر الحدود، تسمى بريكس كلير، وهي مبادرة تستكمل البنية التحتية الحالية للسوق المالية، فضلاً عن قدرة إعادة التأمين المستقلة في مجموعة بريكس".
وأضاف "نكلف وزراء ماليتنا ومحافظي البنوك المركزية، بحسب الحالة، بمواصلة النظر في قضية العملات المحلية وأدوات الدفع والمنصات وتقديم تقرير لنا بحلول الرئاسة المقبلة".
وتناولت أشد كلمات البيان لهجة الأوضاع في الشرق الأوسط. ودعا البيان إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة والضفة الغربية، وأدان "الهجمات الإسرائيلية ضد العمليات الإنسانية والمرافق والأفراد ونقاط التوزيع".
وجاء في البيان "نتذكر المواقف الوطنية من الوضع في أوكرانيا وما حولها كما تم التعبير عنها في المحافل المناسبة".
وأضاف "نقدر المقترحات ذات الصلة بالوساطة والمساعي الحميدة التي تستهدف التوصل إلى حل سلمي للصراع عبر الحوار والدبلوماسية".
وعبرت "بريكس" عن قلقها بشأن تدهور الوضع والأزمة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة التصعيد غير المسبوق للعنف في قطاع غزة والضفة الغربية نتيجة للهجوم العسكري الإسرائيلي، الذي أدى إلى "قتل وإصابة أعداد كبيرة من المدنيين، والتهجير القسري والتدمير الواسع النطاق للبنية الأساسية المدنية".
ودعا البيان الختامي لأشغال القمة، إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن "جميع المحتجزين والمعتقلين من الجانبين الذين يتم احتجازهم بشكل غير قانوني، وإمداد قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية المستدامة".
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
كما دعا البيان إلى التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2712 (2023)، و2720 (2024)، و2728 (2024)، و2735 (2024)، مرحباً بالجهود المتواصلة التي تبذلها مصر وقطر والجهود الإقليمية والدولية الأخرى من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتسريع إيصال المساعدات الإنسانية وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة.
وطالبت "دول بريكس" جميع الأطراف المعنية إلى التصرف بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب الأعمال التصعيدية والتصريحات الاستفزازية، مشيرة إلى أنها تعترف بالتدابير المؤقتة التي اتخذتها محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل.
وجددت الرابطة الاقتصادية دعمها للعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة في سياق الالتزام الثابت برؤية حل الدولتين على أساس القانون الدولي، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، التي تتضمن إنشاء دولة فلسطين ذات السيادة والمستقلة، بما يتماشى مع الحدود المعترف بها دولياً في يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
الحرب على لبنان
وأعرب البيان الختامي لقمة دول بريكس عن قلقه إزاء الوضع في جنوب لبنان، حيث أدان خسارة أرواح المدنيين والأضرار الهائلة التي لحقت بالبنية التحتية المدنية نتيجة للهجمات التي شنتها إسرائيل على المناطق السكنية في لبنان.
وطالب إسرائيل بوقف الأعمال العسكرية على الفور، مؤكداً ضرورة الحفاظ على سيادة دولة لبنان وسلامة أراضيها وخلق الظروف الملائمة للحل السياسي والدبلوماسي من أجل حماية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط مع التأكيد على أهمية الالتزام الصارم بقراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1701 (2006) و 2749 (2024).
دعا الرئيس الصيني شي جين بينج إلى وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والصراع الروسي-الأوكراني، وحث دول مجموعة "بريكس" على تعميق التعاون المالي والاقتصادي.
كما أدان الهجمات الإسرائيلية على موظفي الأمم المتحدة والتهديدات لسلامتهم، داعياً إلى وقف مثل هذه الأنشطة على الفور.
وأكد البيان ضرورة احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها بشكل صارم، مديناً "الوجود العسكري الأجنبي غير القانوني الذي يؤدي إلى زيادة مخاطر اندلاع صراع واسع النطاق في المنطقة"، ومؤكداً على أن العقوبات الأحادية الجانب غير القانونية تؤدي إلى تفاقم معاناة الشعب السوري بشكل خطير.
الحرب في أوكرانيا
وبشأن الحرب في أوكرانيا، ذكر البيان الختامي لقمة "بريكس" بالمواقف الوطنية بشأن الوضع في أوكرانيا وما حولها، كما تم التعبير عنها في المحافل المناسبة، بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد البيان الختامي على أن جميع الدول يجب أن تتصرف بما يتفق مع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة في مجملها وعلاقاتها المتبادلة، معبراً عن تقديره للمقترحات ذات الصلة بالوساطة والمساعي الحميدة، الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للصراع من خلال الحوار والدبلوماسية.
وتعقد قمة البريكس في نسختها السادسة عشرة في قازان، في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر.
وتأسست مجموعة بريكس في عام 2006 من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت إليها جنوب إفريقيا في عام 2011. وفي الأول من يناير 2024، أصبحت مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات أعضاء. وكانت قمة قازان هي الأولى التي يحضرها الأعضاء الجدد.