أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء عن أسماء ستة فلسطينيين في غزة يعملون صحافيين بقناة الجزيرة، وقال إنهم أيضا أعضاء في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أو الجهاد الإسلامي وهو ما رفضته الشبكة القطرية ووصفته بأنه محاولة لإسكات أصوات الصحافيين.
وقالت الشبكة في بيان "هذه الاتهامات حلقة جديدة من سلسلة استهداف ممنهجة من قبل السلطات الإسرائيلية ضدها، وتحذّر الشبكة من أن تكون هذه الادعاءات ذريعة لاستهداف مراسليها".
ونشر الجيش الإسرائيلي وثائق قال إنه عثر عليها في غزة تثبت أن الرجال لهم انتماء عسكري للجماعتين. ولم تتمكن رويترز من التحقق بعد من صحة الوثائق.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الوثائق تضمنت قوائم بتفاصيل عن أفراد حركتي حماس والجهاد الإسلامي ورواتبهم ودورات التدريب للمقاتلين ودليل هواتف وتقارير الإصابات.
وأضاف "هذه الوثائق تشكل دليلا على اندماج إرهابيي حماس في شبكة الجزيرة الإعلامية القطرية".
واتهمت إسرائيل الصحافيين في الجزيرة أنس الشريف وحسام شبات وإسماعيل أبوعمر وطلال عروقي بالارتباط بحماس. كما اتهمت أشرف سراج وعلاء سلامة بالارتباط بحركة الجهاد الإسلامي.
ولقد شغل هؤلاء أدواراً مختلفة، وفقاً للوثائق التي استشهدت بها إسرائيل ــ قناص وجندي مشاة ومقاتل ونقيب ومنسق تدريب و"دعاية".
وقالت الجزيرة "هذه الاتهامات الملفقة ليست إلا محاولة جديدة لإسكات صوت الصحفيين القلائل الباقين في القطاع، ولإخفاء حقيقة ما يُرتكب فيه من فظائع".
أصدرت لجنة حماية الصحفيين بياناً الأربعاء انتقدت فيه إسرائيل، التي قالت إنها "ادعت مراراً وتكراراً ادعاءات مماثلة غير مثبتة دون تقديم أدلة موثوقة".
وفي يوليو الماضي، وبعد أن أدت غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة إلى مقتل اثنين من صحافيي الجزيرة، أحدهما إسماعيل الغول، أصدرت إسرائيل "وثيقة مماثلة، تحتوي على معلومات متناقضة، تظهر أن الغول، المولود في عام 1997، حصل على رتبة عسكرية لحماس في عام 2007 - عندما كان عمره 10 سنوات"، بحسب بيان اللجنة.
وكان برنامج الشرق الأوسط التابع للجنة حماية الصحافيين قد وصف في وقت سابق على منصة إكس مثل هذه الاتهامات الإسرائيلية بأنها تصل إلى حد تشويه سمعة الصحافيين الفلسطينيين "بوسمهم 'بالإرهابيين' دون أساس".
وفي العام الماضي، قاد مقاتلو حماس والجهاد الإسلامي هجوما على إسرائيل خلف 1200 قتيل، معظمهم من المدنيين، واحتجزوا 250 رهينة في غزة. وهم يقاتلون جنبا إلى جنب ضد القوات الإسرائيلية في غزة منذ عام.
وفي يناير الماضي، قدمت إسرائيل تفاصيل اتهامات ضد 12 موظفا في وكالة تابعة للأمم المتحدة قالت إنها شاركت في هجوم حماس على إسرائيل العام الماضي، والذي أدى إلى حرب غزة. وفي وقت لاحق، قامت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، الأونروا، بفصل 21 موظفا على الأقل لدورهم في الهجوم. وكانت الأونروا المزود الرئيسي للطعام والماء والمأوى للمدنيين في غزة خلال الحرب.
وقُتل أربعة صحافيين من الجزيرة بضربات إسرائيلية في غزة على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية، وفقًا للشبكة. واتهمت إسرائيل العديد من القتلى لاحقًا بأنهم أعضاء في حماس أو الجهاد الإسلامي، وهي الاتهامات التي رفضتها القناة القطري.
ولطالما اتهمت إسرائيل قناة الجزيرة بأنها بوق لحركة حماس، وفي العام الماضي أمرت السلطات الإسرائيلية بإغلاق عمليات الشبكة لأسباب أمنية، وداهمت مكاتبها وصادرت معداتها.
وتقول الجزيرة إن الإجراءات الإسرائيلية ضدها قمعية وغير مسؤولة.
وتقول الشبكة إنها لا تنتمي إلى أي جماعات مسلحة، واتهمت القوات الإسرائيلية بقتل عدد من صحافييها عمدا خلال حرب غزة، ومن بينهم سامر أبودقة وحمزة الدحدوح. وتقول إسرائيل إنها لا تستهدف الصحافيين.
وأنشأت قطر قناة الجزيرة في عام 1996، وترى في الشبكة وسيلة لتعزيز مكانتها العالمية.
وبالإضافة إلى مصر والولايات المتحدة، توسطت قطر في مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، على الرغم من أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود منذ أشهر.