مع استمرار هجمات المسيرات الأوكرانية على العاصمة الروسية، بات تحديث قدرات الدفاع الجوي الروسية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
بشكل عام، كان هناك ارتفاع في هجمات الطائرات بدون طيار التي تستهدف روسيا. ففي يناير/ كانون الثاني من هذا العام، أظهرت الصور ومقاطع الفيديو على الإنترنت أن الجيش الروسي قام بتركيب أنظمة الدفاع الجوي "بانتسير" على أسطح بعض المباني الدفاعية والإدارية في وسط موسكو.
وقد أعطى هذا انطباعًا وقتها بأن الروس كانوا يستعدون لهجوم وشيك، متوقع على العاصمة في ذلك الوقت.
كوريا الشمالية تضرب سول وواشنطن بسلاح جديد
وفي فبراير/ شباط، أفادت التقارير بأن طائرة أوكرانية صغيرة بدون طيار من طراز "يو جيه-22" تحطمت على حافة غابة بالقرب من محطة ضغط الغاز بمحاذاة قرية غوباستوفو، على بعد أقل من 100 كيلومتر جنوب شرق موسكو.
وعلى الرغم من أن هجمات الطائرات المسيرة المتكررة لم تُلحق أضرارًا كبيرة، فإن عددها ونطاقها قد سلط الضوء على "الضعف الروسي" الهائل في يوم من الأيام وأعاد تسليط الضوء على حاجة موسكو إلى تكثيف هيكل دفاعها الجوي.
غطاء الدفاع الجوي في موسكو
يهدف برنامج التسلح الحكومي الروسي إلى نشر 800 قاذفة صواريخ إس-400 وإس-350 وإس-500 في 100 كتيبة دفاع جوي.
ويخضع جيش الدفاع الجوي والصاروخي الأول، الذي يتولى مهمة حماية موسكو والمنطقة الصناعية المركزية، حاليًا لقيادة قوات الدفاع الجوي والصاروخي الروسية. يتم تسليح أفواج جيش الدفاع الجوي والصاروخي الأول بمنصات إس-300 أو إس-400. ويؤكد الروس أن كلا النظامين أثبتا فعاليتهما العالية.
رغم ذلك، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن القوة ستتلقى قريبًا أنظمة إس-350.
منظومة "إس-350 فيتياز":
إس-350 فيتياز هو نظام صاروخي أرض-جو متوسط المدى، تم الكشف عنه لأول مرة في إصدار 2013 في معرض ماكس (MAKS) الجوي. ويقال إن القوات الروسية قامت بتسلم هذا النظام عام 2019. وقد صًمم للتصدي للتهديدات الجوية والباليستية على مدى يتراوح بين 1.5 إلى 120 كيلومترا وعلى ارتفاع يتراوح بين 10 إلى 30000 متر.
ويشير المحلل العسكري الروسي ألكسندر ميخائيلوف إلى أن أحدث نظام صاروخي روسي أرض-جو إس-350 فيتياز أكثر دقة وأرخص بكثير من نظام صواريخ باتريوت الأمريكي.
وقال الخبير الروسي في مقابلة مع وكالة "تاس" الروسية: "باتريوت لا يسقط الأهداف التي تحلق على ارتفاع أقل من 100 متر، في الوقت الذي يستطيع فيه فيتياز ضرب أهداف على ارتفاع 10 أمتار أو أعلى/ وهو ما يؤكد أهمية نشرها في موسكو لتعزيز دفاعات العاصمة.
إس-500
ستزود روسيا الجيش الخامس عشر لقوات الفضاء بالصواريخ الباليستية المقاومة للصواريخ "إس-500" كجزء من لواء الدفاع الجوي والصاروخي المتصور لأغراض خاصة.
"إس-500 بروميثيوس" هو نظام صاروخي أرض-جو يبلغ مداه 600 كيلومتر، وقادر على مواجهة جميع التهديدات على ارتفاعات عالية بقدرات دفاعية صاروخية معززة تمكنها من اعتراض وإسقاط الطائرات الشبح والصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
تؤكد هذه الميزات المتقدمة على أهمية هذا النظام الذي سيشهد قريبًا انتشارًا مع لواء الدفاع الجوي والصاروخي للأغراض الخاصة.
بانتسير-إس 1
تعد منظومة الدفاع الجوي بانتسير-إس 1، إحدى أهم منظومات الدفاع الجوي الروسي، حيث تصفها تقارير عسكرية بأنها حامية سماء موسكو ومنظومات الدفاع الجوي الروسي ضد أي هجمات معادية. ونظرا لفعاليتها قامت موسكو بنشرها في شبه جزيرة القرم منذ عام 2018 بعد ضمها في عام 2014.
تكمن مهمة المنظومة الرئيسية في تدمير الذخيرة عالية الدقة والطائرات المعادية، التي تتمكن من اختراق مجال عمل منظومات الدفاع الجوي بعيدة المدى.
كما تعمل بانتسير-إس 1 بشكل ترادفي مع المنظومات بعيدة المدى "إس-400"، فتوفر الأخيرة الحماية للسماء من قاذفات ومقاتلات العدو، إضافة إلى الصواريخ الباليستية، فيما تقوم منظومة بانتسير-إس 1 بتوفير الحماية من الصواريخ المجنحة والأهداف الجوية المنخفضة، بما في ذلك الطائرات المسيرة.
وتطلق بانتسير-إس 1 النار خلال زمن يتراوح بين 4 و6 ثوان، ومنها عدة أنواع ما هو مزوّد بالإطارات ومجنزز ومائي وثابت، وتصل سرعتها إلى 90 كيلومترا في الساعة.
إس-400 تريومف
تصنف "إس-"400 كأحد أفضل منظومات الدفاع الجوي، ولمع اسمها عندما نجحت في اعتراض صاروخين باليستيين من طراز "توشكا يو" فوق سماء بيلغورود جنوب روسيا، تم إطلاقهما من أوكرانيا، واعتراض صاروخ من طراز "تشوكا أو تي آر-21" أطلقه للجيش الأوكراني فوق مدينة خاركيف الأوكرانية.
تستطيع منظومة الدفاع الجوي المتنقلة هذه اكتشاف الأهداف الجوية على بعد 600 كيلومتر، والتصدي لـ80 هدفا في وقت واحد عن طريق توجيه صاروخين أرض- جو لكل هدف.
كما تستطيع الاشتباك مع الطائرات وتدميرها في مدى يبدأ من 2.5 كيلومترا حتى 380 كيلومترا، إضافة إلى قدرتها على تدمير الطائرات أثناء تحليقها على ارتفاعات تبدأ من 10 أمتار حتى 30 كيلومترا.
تور -إم2
شاركت أنظمة الدفاع الجوي "تور-إم1" منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في مهام توفير الغطاء الجوي للقوات، وأثبتت هذه المنظومة، والفئات المحدثة منها كفاءة عالية بتنفيذ المهام وتدمير أسلحة أوكرانية متعددة من بينها الدبابات والمسيرات والمجنزرات وحاملات الجنود والمؤن.
يبلغ عدد الأهداف التي تتم متابعتها في نفس التوقيت 48، ويبلغ أقصى مدى للمنظومة 12 كيلو متر وأقصى ارتفاع للإصابة 10 كيلومتر في الجو.
ويمكن وضع المنظومة الصاروخية على عربات مجنزرة ونشرها خلال 3 دقائق من وضع السير إلى القتال.
إيه-35 آمور
كان خليفة لمنظومة A-35 السابقة. تم تصميم نظام إيه-35 لاعتراض الصواريخ الباليستية الأمريكية العابرة للقارات وكذلك الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات.
يتمتع نظام الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية بقدرة على التمييز ويمكنه التعرف على الصواريخ الحقيقية من الشراك الخداعية والرؤوس الحربية المزيفة