قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم الإثنين، للصحافيين في القدس إن إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة ليس أمراً "واقعياً اليوم".
وقال الوزير المعين حديثاْ رداً على سؤال حول إبرام اتفاقيات تطبيع محتملة بعد إعادة انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، "لا أعتقد أن هذا الموقف واقعي اليوم ويجب أن نكون واقعيين".
وأضاف "بكلمة واحدة، لا"، معتبراً أن أي دولة فلسطينية مستقبلية ستكون "دولة (حماس)".
الدبابات تقتحم مخيماً وسط غزة
ميدانياً، دفعت القوات الإسرائيلية بالدبابات إلى الجانب الغربي من مخيم النصيرات في قطاع غزة اليوم الإثنين في توغل جديد بوسط القطاع، وقال مسعفون فلسطينيون إن الضربات العسكرية الإسرائيلية قتلت 11 شخصاً في الأقل منذ مساء أمس الأحد.
وقال سكان إن الدبابات الإسرائيلية فتحت النار خلال التوغل في غرب النصيرات، وهو أحد المخيمات الثمانية المقامة منذ فترة طويلة للاجئين في قطاع غزة، ما تسبب في حالة من الذعر بين السكان والأسر النازحة.
توغل مفاجئ
وقال أحد السكان ويدعى زكي محمد (25 سنة) إن توغل الدبابات كان مفاجئاً تماماً.
ومع استمرار الحرب في غزة للشهر الـ14، تركز إسرائيل عملياتها في شمال ووسط القطاع في ما تقول إنها حملة لمنع مسلحي حركة "حماس" من شن الهجمات ومنعهم من إعادة تنظيم صفوفهم.
أوامر الإخلاء ومخاوف العودة
وصدرت أوامر إسرائيلية لعشرات الآلاف من السكان الفلسطينيين بالإخلاء، مما أجج المخاوف من عدم السماح لهم بالعودة أبداً.
وتقلصت الفرص الضئيلة بالأساس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مطلع الأسبوع عندما قالت قطر التي تضطلع بدور وساطة إنها ستعلق جهودها حتى تبدي إسرائيل و"حماس" استعداداً أكبر للتوصل إلى اتفاق.
وقال مسعفون إن سبعة أشخاص قتلوا في النصيرات في غارتين جويتين إسرائيليتين منفصلتين، إحداهما أصابت موقعاً للخيام، خلال الهجمات التي وقعت الليلة الماضية وحتى صباح اليوم.
وفي بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة حيث تواصل القوات الإسرائيلية العمليات منذ الخامس من أكتوبر (تشرين الأول)، قال مسعفون إن أربعة أشخاص قتلوا في غارة جوية إسرائيلية.
كما قال مسعفون إن نيران أطلقتها طائرة إسرائيلية مسيرة أدت إلى إصابة ثلاثة من أفراد الفرق الطبية في مستشفى كمال عدوان بالقرب من بيت لاهيا.
ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي بشأن العنف الذي وقع اليوم.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل محمد أبو سخيل القيادي البارز في حركة "الجهاد الإسلامي" حليفة "حماس" في غارة شنها يوم السبت على مركز قيادة للجماعة داخل مدرسة تحولت إلى ملجأ للنازحين في مدينة غزة. وقال مسعفون فلسطينيون إن الهجوم أسفر عن مقتل ستة أشخاص.
حصار المستشفيات
وحاصرت القوات الإسرائيلية المستشفيات الثلاثة في جباليا ومحيطها لعدة أسابيع، ورفض مسؤولو المستشفيات تنفيذ الأوامر بإخلائها أو ترك مرضاهم من دون رعاية على رغم نقص الغذاء والإمدادات الطبية والوقود.
ويتهم الجيش الإسرائيلي "حماس" باستغلال المدنيين في غزة لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.
وأرسل الجيش دبابات إلى بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا في شمال غزة قبل أكثر من شهر. وقال إنه قتل مئات المسلحين في جباليا ومحيطها منذ بدء الغارات.
وقال الجناحان المسلحان لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إن مقاتليهما نصبوا كمائن وأطلقوا قذائف مورتر وهجمات بصواريخ مضادة للدبابات، وأعلنوا قتل العديد من الجنود الإسرائيليين خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وذكر الجيش الإسرائيلي اليوم أنه وسع "المنطقة الإنسانية" في القطاع، وأنه سيسمح بإدخال المزيد من الخيام ومواد الإيواء والمواد الغذائية والمياه والإمدادات الطبية.
وأضاف أن قواته "ستواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب، ومن بينها القضاء على حماس وإعادة جميع المختطفين".
ويقول مسؤولون فلسطينيون والأمم المتحدة إنه لا توجد مناطق آمنة في القطاع، الذي يقطنه أكثر من 2.1 مليون شخص ودمرته الحرب إلى حد كبير.
وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة بعد هجوم "حماس" عليها في السابع من أكتوبر 2023، والذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن نحو 43500 فلسطيني قُتلوا منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية التي دمرت مناطق كبيرة من القطاع