انسحاب مفاجئ للقوات السورية وميليشيات إيران من دير الزور

انسحبت القوات الحكومية السورية وقادة مجموعات موالية لطهران الجمعة "بشكل مفاجئ" من مدينة دير الزور في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في خطوة أعقبت خسائر ميدانية كبرى منيت بها دمشق في الأيام الأخيرة في حلب وحماة، بينما تواصل قوات المعارضة التقدم باتجاه مدينة حمص.
ويفتح هذا الانسحاب الطريق لقوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المسلحون الأكراد عمودها الفقري، لدخول دير الزور بلا مشقة ولا قتال، في حين تبدو الخطوة محاولة من قبل النظام السوري للضغط على تركيا التي تدعم فصائل المعارضة السورية.
وكان القائد العام لقوات قسد مظلوم عبدي اكد انه لا يسعى للدخول في صراع مع هيئة تحرير الشام لكنه سيعمل على حماية المكاسب الميدانية التي حققتها قواته.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "انسحبت قوات النظام مع قادة مجموعات موالية لطهران بشكل مفاجئ من مدينة دير الزور وريفها" موضحا أن "أرتال الجنود توجهت باتجاه منطقة تدمر" الواقعة شرق مدينة حمص، التي باتت الفصائل المعارضة على بعد حوالي خمسة كيلومترات منها، بحسب المرصد.
من جانبها قالت وكالة الأناضول ان النظام قواته من 7 قرى في دير الزور وسلمها لقسد. وتقع تلك القرى على "الممر الاستراتيجي" الذي يصل إيران بلبنان عبر العراق وسوريا. كما انسحبت قوات النظام السوري من مطار دير الزور العسكري وسلمته للقوات الكردية.
وتضم مدينة دير الزور مقرات لمستشارين إيرانيين ومؤسسات ومراكز ثقافية.
ومحافظة دير الزور الغنية بحقول النفط مقسمة بين أطراف عدة، إذ تسيطر القوات الحكومية ومقاتلون إيرانيون ومجموعات موالية لهم على المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات الذي يقسم المحافظة إلى شطرين، فيما تسيطر قسد وهي فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، على المناطق الواقعة عند ضفافه الشرقية.
واعتمدت الولايات المتحدة على القوات الكردية لهزيمة تنظيم داعش والتمركز في بعض النقاط.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا في العام 2011، شكّلت إيران أحد أبرز داعمي الرئيس بشار الأسد، ووفرت له مساندة عسكرية واقتصادية ودبلوماسية. وساهم دورها في الميدان الى جانب حلفاء آخرين أبرزهم روسيا، في ترجيح الكفة لصالح قواته على جبهات عدة.
ومنذ 27 نوفمبر الماضي، تخوض فصائل المعارضة السورية اشتباكات مع قوات النظام بعدة مناطق في البلاد، وفي 29 نوفمبر دخلت مدينة حلب، وفي اليوم التالي بسطت سيطرتها على محافظة إدلب.
وعقب إتمام السيطرة على حلب وإدلب، سيطرت المعارضة الخميس على مدينة حماة عقب اشتباكات عنيفة مع النظام.
والجمعة، بدأت الفصائل توغلها في أحياء مدينة حمص، من حي الوعر غربي المدينة، وتسعى للتقدم نحو قلب حمص.
وتنفي تركيا والولايات المتحدة أي دور لهما في تحريك جبهتي حلب وحماة، لكن تقارير وتحليلات تركية وروسية أكدت أن الهجمات المباغتة ما كانت لتحدث لولا تدخل أطراف خارجية في مقدمتها أنقرة والدوحة وواشنطن