الفصائل المسلحة تعلن بدء مرحلة "تطويق" دمشق

أعلنت الفصائل السورية المسلحة، السبت، أنها بدأت مرحلة "تطويق" دمشق، بينما نفت وزارة الدفاع السورية انسحاب قوات من الجيش من مناطق محيطة بالعاصمة.
وفي منشور على تلغرام، قال حسن عبدالغني القيادي في الفصائل المسلحة التي تشن هجوما منذ الأسبوع الماضي "بدأت قواتنا تنفيذ المرحلة الأخيرة بتطويق العاصمة دمشق».
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع السورية أن "لا صحة لأي نبأ وارد بشأن انسحاب لوحدات قواتنا المسلحة الموجودة في كامل مناطق ريف دمشق"
وقالت عبر حسابها على فيسبوك "وحدات قواتنا المسلحة العاملة في المنطقة الجنوبية تنفذ إعادة تموضع وانتشار تبعاً للخطط والأوامر العسكرية".
وأضافت "جميع هذه التحركات والمشاهدات طبيعية وتندرج ضمن إطار عمل القوات المسلحة، وهو ما تحاول الدوائر المعادية استثماره لبث الشائعات بين أوساط المواطنين".
وخاطب أبومحمد الجولاني قائد "هيئة تحرير الشام"، الفصائل قائلاً "دمشق تنتظركم".
وقال الجولاني الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع بدلا من لقبه العسكري، في بيان بعنوان "إلى إخواني الثوار الأحرار" نشرته قيادة الفصائل على تطبيق تلغرام، "وإني أعزم عليكم ألا تهدروا رصاصة واحدة الا في صدور أعدائكم، فدمشق تنتظركم".
وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" قد أفاد بأن قوات الجيش السوري أخلت بلدات تبعد حوالى 10 كيلومترات عن العاصمة دمشق من الجهة الجنوبية الغربية.
وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن وكالة فرانس برس بـ"انسحاب لقوات النظام من بلدات بريف دمشق الجنوبي الغربي على بعد 10 كيلومترات من العاصمة دمشق والسيطرة عليها من قبل مقاتلين محليين"، مضيفا أن "القوات الحكومية أخلت كذلك فرع سعسع للمخابرات العسكرية" في ريف دمشق والذي يبعد حوالى 25 كيلومترا عن العاصمة.
وفي منشور على تلغرام، قال حسن عبدالغني القيادي في الفصائل المعارضة التي تشن هجوما منفصلا في وسط البلاد، "قواتنا تتمكن من السيطرة على فرع سعسع في ريف دمشق، ويستمر الزحف نحو العاصمة".
إلى ذلك، أفاد مصدران بالفصائل المسلحة وعسكري سوري، اليوم السبت، بأن قوات الفصائل سيطرت على مدينة القنيطرة في الجولان السوري قرب الحدود مع إسرائيل، وفق ما نقلته "رويترز". وأكد العسكري لـ"رويترز" الانسحاب من المدينة.
وفي وقت لاحق، قال حسن عبدالغني، إن قوات الفصائل سيطرت، السبت، على مدينة الصنمين وتقدمت إلى مسافة 20 كيلومتراً من البوابة الجنوبية لدمشق.
من جهة أخرى، انسحب الجيش السوري من مواقعه من محافظات القنيطرة والسويداء ودرعا في الجنوب، للمرة الأولى منذ احتلال إسرائيل للجولان السوري، فيما لا يزال يتمركز عند أطراف مدينة حمص، ويقصف بالأسلحة الثقيلة منذ ليل الجمعة وحتى صباح اليوم السبت، المناطق التي سيطرت عليها الفصائل المسلحة خلال الساعات الفائتة، وسط اشتباكات متقطعة على طول خط المواجهة في ريف حمص الشمالي الذي لم يشهد أي تقدم خلال اليوم، وفق ما أفاد"المرصد السوري لحقوق الإنسان".
فيما تأهبت إسرائيل في هضبة الجولان السورية التي احتلتها منذ 67، دافعة بمزيد من التعزيزات تحسبا لأي طارئ قد ينجم عن التطورات المتسارعة على الحدود السورية.
كما أشارت الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن احتمال سقوط دمشق وارد جداً، على وقع التقدم المفاجئ للفصائل
واعتبر مسؤول أميركي رفيع أن "انهيار الرئيس بشار الأسد غير مستبعد"، وفق ما نقلت "المونيتور".
ومنذ الأسبوع الماضي، شنت الفصائل المسلحة هجوما مباغتا من إدلب على حلب، وسيطرت عليها بالكامل، ثم دخلت حماة، والقسم الشمالي لحمص، متوعدة بالسيطرة على قلب المدينة أيضا.
بالتزامن سيطرت فصائل محلية مسلحة على درعا في الجنوب، واستولت على معبر نصيب الحدودي، ما دفع الأردن إلى إغلاق الحدود.
ويتزامن تقدم الفصائل في جنوب سوريا باتجاه دمشق مع مواجهات يخوضها مسلحون متمردون على أكثر من محور في محاولة منهم للتوغل داخل مدينة حمص انطلاقا من أريافها الشرقية.
إلى ذلك سحب الجيش السوري قواته من مركز محافظة الحسكة ومدينة القامشلي بريفها، شرق نهر الفرات، تاركا مواقعه لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة.
والجمعة، سلم النظام السوري، بعض نقاط سيطرته في محافظة دير الزور شرقي البلاد بالقرب من الحدود العراقية، ومركز المدينة، إلى قوات قسد
وفي مدينة دير الزور، استقدمت "قسد" تعزيزات عسكرية إلى مدينة دير الزور، وتمركزت في الأحياء، وأفرجت عن المساجين في سجن دير الزور العسكري.
وكانت قد أخلت قوات النظام مواقعها في مدينة دير الزور بشكل شبه كامل، حيث شمل الانسحاب من مطار دير الزور ومعسكر الطلائع واللواء 137.
وفي مدينة البوكمال، تمركزت "قسد" في المعبر الرئيسي مع العراق، وانتشرت قواتها في منطقة الحزام وعند الجسر الرابط بين البوكمال والباغوز
وأشار المرصد السوري إلى أن الميليشيات الإيرانية انسحبت من مواقعها في المدينة باتجاه الحدود السورية – العراقية وسط فرار لقيادات الميليشيات.
كما انسحبت الفرقة 17 التابعة لقوات النظام من مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي.
وأعلن فصيل "جيش سوريا الحرة" المعارض المدعوم أميركيا، السبت، سيطرته على مدينة تدمر الأثرية في الريف الشرقي لمحافظة حمص، بعد اشتباكات مع قوات النظام
وبعد اشتباكات مع قوات النظام، تمكن "جيش سوريا الحرة" من بسط سيطرته على تدمر، وبلدة السخنة الواقعة بين حمص ودير الزور، وقرية "القريتين"، وجبل الغراب ذو الموقع الاستراتيجي بالقرب من طريق تدمر – دمشق.
وفي ظل هذه التطورات على الأرض، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية نقلا عن مسؤولين أمنيين سوريين وعرب أن الأسد ظل في سوريا، وسافرت زوجته وأولاده في الأسبوع الماضي، إلى روسيا، بينما سافر أصهاره إلى الإمارات العربية المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن تلك المصادر أن "مسؤولين مصريين وأردنيين دعوا الأسد إلى مغادرة البلاد، وتشكيل حكومة في المنفى"، وهو ما نفته السفارة الأردنية في واشنطن بشدة، في بيان شديد اللهجة هاجمت فيه الصحيفة التي دعتها إلى "تصحيح الخطأ".
وفي منشور على منصة أكس، علقت السفارة الأردنية في واشنطن على تقرير الصحيفة بالقول "نحن ننفي بشدة المزاعم التي لا أساس لها والتي وردت في مقالة صحيفة وول ستريت جورنال بعنوان المعارضة السورية تتقدم نحو مدينة رئيسية ثالثة في تهديد متزايد للأسد، بقلم إيزابيل كولز".
أضافت أن "الادعاء بأن المسؤولين الأردنيين حثوا الرئيس الأسد على مغادرة سوريا وتشكيل حكومة في المنفى هو ادعاء عار تماما عن الصحة وغير صحيح"
وقالت السفارة: "نأسف لأن وسيلة إعلامية مرموقة قد تنشر معلومات غير مؤكدة ومضللة دون إجراء التحقق اللازم من الحقائق".
وأكدت السفارة الأردنية أنه "لم يتم التواصل معنا أبدا من قبل صحيفة "وول ستريت جورنال" للتحقق من هذا الادعاء، مما يعد انتهاكا خطيرا للمعايير الصحفية. نرفض هذا التزوير بشكل قاطع وندعو إدارة "وول ستريت جورنال" إلى إصدار تصحيح فوري".
وذكرت الصحيفة أن الدول العربية، باتت تشعر بقلق متزايد إزاء الانهيار السريع لنظام الأسد، وما قد يترتب على ذلك من زعزعة الاستقرار الإقليمي.
ولفتت الصحفية -وفق المسؤولين- إلى أن الأسد سعى للحصول على أسلحة ومساعدة استخباراتية من دول عربية، لكن طلبه رُفض حتى الآن.