إسرائيل تثبت أقدامها في الجولان السوري بإقرار خطة لتوسيع الاستيطان

وافقت الحكومة الإسرائيلية الأحد على خطة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الجولان قائلة إنها تصرفت "في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا" ورغبة في مضاعفة عدد السكان الإسرائيليين في تلك المنطقة الاستراتيجية.
وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن "تقوية الجولان هو تقوية لدولة إسرائيل، وهي مهمة على نحو خاص في هذا التوقيت. سنواصل التمسك بها وسنجعله تزدهر ونستقر فيها".
وتبدو هذه الإجراءات جزء من خطة تسبق تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب السلطة في 20 يناير وهو الذي يدعم سيادة إسرائيلية كاملة على الجولان، في استثمار إسرائيلي للأحداث في سوريا وتحويل احتلالها للجولان أمرا واقعا باعتباره "أرضا إسرائيلية".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الأحد إن التهديدات التي تواجهها إسرائيل من سوريا لا تزال قائمة رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وذلك وسط إجراءات عسكرية إسرائيلية لمواجهة مثل هذه التهديدات.
ووفقا لبيان، قال كاتس لمسؤولين يدققون في الميزانية الدفاعية "المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختف والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدعيها زعماء المعارضة".
وقال القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع والذي يوصف بأنه الزعيم الفعلي لسوريا حاليا أمس السبت، إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتما بالانخراط في صراعات جديدة في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.
ويقود الشرع -المعروف باسم أبومحمد الجولاني- هيئة تحرير الشام الإسلامية التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة يوم الأحد الماضي، منهية حكم العائلة الذي استمر خمسة عقود من الزمن.
ومنذ ذلك الحين، توغلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.
كما نفذت إسرائيل التي قالت إنها لا تنوي البقاء هناك وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود، مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا.
وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
ونددت عدة دول عربية، بينها مصر والسعودية والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.
وقال الشرع في مقابلة نشرت على موقع تلفزيون سوريا، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة، مضيفا أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.
وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار "بعيدا عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة".
ووفق تقرير لموقع واي نت العبري، عقد في الأيام القليلة الماضية ضباط عسكريون إسرائيليون أول اجتماعاتهم مع زعماء القرى السورية التي تم الاستيلاء عليها في مرتفعات الجولان في أعقاب انهيار نظام بشار الأسد الأسبوع الماضي. والتقى الضباط علانية مع شيوخ القرى في منازلهم لطمأنتهم إلى أنه لن يلحق أي أذى بالسكان وأن حياتهم اليومية ستستمر دون إزعاج.
وتعمل القوات الإسرائيلية حاليا في سبع قرى في الجولان السوري، بعضها خارج القنيطرة. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، وردت أنباء عن وصول قوات إلى مواقع عسكرية مهجورة تابعة لنظام الأسد بالقرب من بلدة خان أرنبة.
وتعتزم تلك القوات البقاء في المنطقة حتى يتسنى تسليم المنطقة إلى "كيان دولة قائم ومحدد" لمنع الجماعات الإرهابية من السيطرة.
وفي مقاطع فيديو تم تداولها عبر الإنترنت خلال عطلة نهاية الأسبوع، سُمع سكان دروز في قرية حضر بالقرب من الحدود الإسرائيلية في جنوب سوريا وهم يطالبون إسرائيل بضمهم. وسأل أحد المتحدثين "ما هو مصيرنا؟"، مما دفع الحشد إلى الرد "إسرائيل".
وتابع المتحدث قائلا "بالنيابة عن الجميع في حضر، إذا كان علينا الاختيار، فإننا نختار الشر الأقل. نريد أن ننضم إلى الجولان الإسرائيلي للحفاظ على كرامتنا. وهذا ينطبق على كل القرى في المنطقة لأن مصير حضر هو مصير المنطقة بأكملها. نطالب بالانضمام إلى أهلنا في الجولان والعيش بحرية وكرامة".
وردا على كلمة الشرع التي وجهها لإسرائيل واتهمها فيها ياختلاق ذرائع واهية لتوسيع احتلالها للجولان، رفض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق هرتسي هاليفي، ما وصفها بـ"الادعاءات" االقائلة بأن إسرائيل ليس لديها ما يبرر تدخلها في سوريا، مضيفا أن تصرفات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود تهدف فقط إلى ضمان أمن الاسرائيليين.
وقال هاليفي خلال تقييم للوضع في مرتفعات الجولان مع كبار المسؤولين العسكريين، "نحن لا نتدخل في ما يحدث داخل سوريا ولا نعتزم حكمها. ومع ذلك، فإننا منخرطون بشكل لا لبس فيه في ضمان أمن المواطنين الإسرائيليين الذين يعيشون في المجتمعات خلفنا في مرتفعات الجولان. هذا شيء نتعامل معه باحترافية وعزيمة ودقة".
وتابع "كانت سوريا في السابق دولة معادية وقد انهار جيشها وهناك تهديد حقيقي يتمثل في محاولة عناصر إرهابية تمركز قواتها بالقرب من حدودنا. وقد عملنا بحزم لمنع الجماعات المتطرفة من التمركز بالقرب منا"