قالت مصادر مطلعة على المفاوضات غير المباشرة بين حركة "حماس" الفلسطينية، وإسرائيل، إن مباحثات وقف إطلاق النار في غزة التي شارفت على نهايتها كانت "شديدة التعقيد"، فالفريقان كانا في غرفتين منفصلتين لكن داخل نفس المبنى في الدوحة، ويتم عبر الوسطاء تبادل الأوراق والبنود مكتوبة لموافقة كل طرف، وصولاً إلى الصيغة النهائية للاتفاق.

وبخصوص آخر مستجدات الاتفاق، قالت المصادر لـ"الشرق"، إن "كل النقاط التي تُناقش حالياً هي عدة نقاط فنية، وميدانية لضمان عدم انهيار الاتفاق، ولا توجد أي نقطة يمكن أن تؤدي لتعطيل الاتفاق، أي أن الصيغة النهائية تم التوافق بشأنها دون الحاجة إلى ردود جديدة من الطرفين".

وتوقعت المصادر أن يتم الإعلان عن الاتفاق ما بين يومي الثلاثاء والأربعاء، في بيان قطري من الدوحة باسم الولايات المتحدة، ومصر، وقطر، أو خلال مؤتمر صحافي للخارجية القطرية مقرر عقده ظهر الثلاثاء، وذلك بعد إتمام موافقة الجهات الرسمية العليا للطرفين خلال الساعات المقبلة، مثل الحكومة الإسرائيلية، والمكتب السياسي لـ"حماس"، والفصائل الفلسطينة.

وكشفت المصادر لـ"الشرق"، عن أبرز ملامح الاتفاق المرتقب بشأن ملفات عودة النازحين، والأسرى، والمساعدات الإنسانية، والمناطق العازلة:

عودة النازحين

كانت إحدى النقاط الخلافية عودة النازحين الذين غادروا منازلهم بسبب المعارك، فتم الاتفاق على أن يبدأ النازحون العودة في موعد أقصاه اليوم السابع من بدء تطبيق الاتفاق من جنوب القطاع إلى شماله.

تحديد نقطة توقف السيارات على بعد نحو كيلومتر من الحاجز الإلكتروني المزود بكاميرات حرارية، على مفترق الشهداء على طريق الرشيد الساحلي (محور نتساريم الغربي)، وسيكون هناك طاقم مصري وآخر قطري للإشراف على المرور سيراً على الأقدام.

‎يسمح بعودة المركبات المدنية بأنواعها، ولكن يتوجب عليها المرور عبر مفترق الشهداء على طريق صلاح الدين الشرقي، وستخضع لتفتيش إلكتروني، ويدوي عبر حاجز عسكري إسرائيلي.

ملف الأسرى

مقابل كل مجندة، سيتم الإفراج عن 20 من ذوي الأحكام العالية من الأسرى الفلسطينيين، وبعضهم من قدامى الأسرى ولكن ليس قادة الفصائل الفلسطينية البارزون.

مقابل كل مجند من فئة الشباب في آخر قائمة الـ34 محتجزاً، وعددهم حالياً 10، سيتم الإفراج عن 90 أسيراً فلسطينياً منهم ذوو أحكام عالية، وعدد محدود من ذوي المحكوميات العالية القدامى.

تلقي إسرائيل قائمة بأسماء الأسرى الأحياء.

المساعدات الإنسانية

‎تم الاتفاق على آلية نقل المساعدات، إذ تتولاها المؤسسات والمنظمات الدولية.

تم تحديد نقاط المرور وتخزين وتوزيع المساعدات وكيفيتها، مع تعهد بعدم تدخل "حماس"، وبعدم فرض أية ضرائب مباشرة من الحركة على البضائع والسلع التي سيتم إدخالها.

المناطق العازلة

 لم تمانع "حماس"، الشرط الإسرائيلي بأن تكون المنطقة الأمنية العازلة 800 متر، وليس 300.

‎المناطق العازلة هي: المنطقة الحدودية بدءاً من بيت حانون شرقاً مروراً بجباليا وبيت لاهيا وصولاً إلى السودانية شمال غرب شمال القطاع، وكل المنطقة الشرقية الحدودية شرق القطاع من رفح جنوباً حتى بيت حانون شمالاً.

‎انسحاب القوات الاسرائيلية الى مفترق الشهداء على محور نتساريم مع التقاطع بطريق صلاح الدين، والانسحاب من بعض المناطق الغربية في محور فيلادلفيا مع بقاء قوات إسرائيلية الى حين الاتفاق في المرحلة الثانية.

ومن المقرر أن يتم تطبيق أغلب البنود السابقة خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، على أن ‎تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية بعد مرور أسبوع من بدء تطبيق المرحلة الأولى.

وتتضمن مفاوضات المرحلة الثانية إطلاق سراح ما تبقى من المحتجزين الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وفترة وقف إطلاق نار ثانية لمدة شهر ونصف الشهر.

كما تشمل مفاوضات المرحلة الثانية بحث ترتيبات وقف الحرب، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.

وفي حال التوصل إلى اتفاق حول المرحلة الثانية يجري بحث المرحلة الثالثة التي تتضمن إعادة إعمار قطاع غزة وإدارة القطاع.