مستقبل اتفاق هدنة غزة مرهون بنتائج لقاء ترامب ونتنياهو

أفاد موقع أكسيوس، الأحد، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين بأن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعتمد على نتائج لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في واشنطن، الثلاثاء.
ووافق نتنياهو على مضض على المضي قدما في المرحلة الأولى من الصفقة بين إسرائيل وحماس. وتشعر عائلات الرهائن - والمفاوضون الإسرائيليون - بالقلق من أنه لن يتابع المرحلة الثانية بينما يكافح من أجل البقاء السياسي.
وقال مسؤولون إسرائيليون لأكسيوس إن نتنياهو ينتظر لمعرفة موقف ترامب بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، والتي من المفترض أن تؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، قبل اتخاذ أي قرارات.
ومن المفترض أن تبدأ المفاوضات غير المباشرة بين بين إسرائيل وحماس بشأن المرحلة الثانية غدا الإثنين، لكن هناك فجوة كبيرة بين الجانبين، حيث تريد حماس إنهاء الحرب والبقاء في السلطة في غزة، بينما تعارض إسرائيل إنهاء الحرب طالما أن حماس لا تزال في السلطة في غزة.
وقال المسؤولون إن نتنياهو يأمل أن يتمكن من التأثير على تفكير ترامب وإقناعه بتأييد خططه بشأن الحرب في غزة.
واعتبر مسؤول إسرائيلي أن "عدم تحرك نتنياهو نحو المرحلة الثانية من الاتفاق قد يعني استمرار الحرب في غزة لعام آخر على الأقل في محاولة للإطاحة بحركة حماس".
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن المفاوضات لن تبدأ غدا الاثنين، كما هو موضح في الاتفاق، لأن نتنياهو قرر عدم إرسال فريق المفاوضات إلى الدوحة قبل اجتماعه مع ترامب الثلاثاء.
ومن المتوقع أن يصل نتنياهو إلى واشنطن مساء الأحد.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتنياهو تحدث هاتفيا مع المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف السبت واتفقا على أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الأسرى في لقائهما في واشنطن الاثنين المقبل، وفي إطاره سيبحثان المواقف الإسرائيلية.
وجاء في البيان أن المبعوث الأميركي سيجري بعد ذلك محادثات خلال الأسبوع مع رئيس الوزراء القطري ومسؤولين مصريين رفيعي المستوى.
وأضاف البيان أن "رئيس الوزراء سيبحث بعد ذلك الخطوات اللازمة لدفع المفاوضات، بما في ذلك تحديد مواعيد مغادرة الوفود إلى المحادثات".
وكان من المفترض أن يعقد نتنياهو اجتماعا مساء السبت مع رؤساء فريق المفاوضات - مدير الموساد ديفيد برنياع، ومدير الشاباك رونين بار، واللواء نيتسان ألون من قوات الدفاع الإسرائيلية.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لموقع أكسيوس من فريق المفاوضات يعتزم تقديم خطة لنتنياهو لبدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، في محاولة لدفع المحادثات مع حماس في اتجاه إيجابي.
ولكن قبل وقت قصير من الموعد المقرر لبدء الاجتماع، ألغى نتنياهو الاجتماع. وأرسل مستشاره العسكري، اللواء رومان غوفمان، لإبلاغ رؤساء فريق التفاوض بأن رئيس الوزراء قرر عدم إرسال وفد إلى قطر في الوقت الحالي، بحسب المسؤول الإسرائيلي.
وقال المسؤول إن "نتنياهو اتخذ هذا القرار دون حتى إجراء مناقشة مع فريق المفاوضات والاستماع إليهم. وهو يفضل عدم القيام بأي شيء حتى موعد اللقاء مع ترامب".
وقال مسؤولان إسرائيليان إن قرار نتنياهو بعدم إرسال الوفد إلى قطر يأتي بعد يومين من إبلاغه رؤساء فريق التفاوض أن صديقه المقرب وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر سيتولى منصب كبير المفاوضين.
وأشارا إلى أن مفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة "ستكون مختلفة للغاية عن مفاوضات المرحلة الأولى، وستكون ذات طبيعة سياسية واستراتيجية أكثر، ومرتبطة بشكل مباشر بخطة "اليوم التالي" لغزة التي يعمل ديرمر عليها".
وقال نتنياهو إن المفاوضات ستجري بشكل أساسي مع ويتكوف، وهو نظير ديرمر.
لكن بعض المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو يحاول السيطرة الكاملة على المفاوضات، وتهميش دور رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات في المحادثات.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن برنياع وبار حذرا نتنياهو من أن هذا التغيير قد يضر بالمفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، وأكدا أن المحادثات ليست مع الولايات المتحدة بل مع حماس عبر قطر ومصر.
وأضاف أن "المفاوضات الجادة الحقيقية بشأن المرحلة الثانية لن تبدأ إلا بعد أن يلتقي بيبي (نتنياهو) ترامب. لن يحدث أي شيء ذي معنى قبل ذلك".
وفي وقت سابق الأحد، أكد نتنياهو قبيل صعوده إلى الطائرة الرئاسية "جناح صهيون" أن "القرارات التي اتخذناها في الحرب غيرت بالفعل وجه الشرق الأوسط، لقد أعادت قراراتنا وشجاعة جنودنا رسم الخريطة، لكنني أعتقد أنه من خلال العمل بشكل وثيق مع الرئيس ترامب، يمكننا إعادة رسمها بشكل أكبر، وللأفضل".
ويبدو أن تأجيل المفاوضات لم يرق لقطر التي شدد رئيس وزراءها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الأحد، على أهمية التزام كافة الأطراف ببدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، داعيا إلى "عدم المساومات للانخراط بالمفاوضات".
وقال رئيس وزراء قطر في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية تركيا، هاكان فيدان، بالدوحة "نؤكد أهمية التزام كافة الأطراف بتنفيذ كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وبدء (مفاوضات) المرحلة الثانية".
وأعرب عن تفاؤله بإمكانية تحقيق نتائج إيجابية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مضيفا "لا يجب أن يكون هناك مساومات للانخراط في مفاوضات المرحلة الثانية".
وردا على سؤال بشأن بدء المفاوضات في موعدها المقرر، أجاب رئيس وزراء قطر "بموجب الاتفاق البدء يوم الاثنين وبدأنا عبر الهاتف الانخراط مع الطرفين لتحديد جدول أعمال وليس هناك تفاصيل واضحة بالنسبة لوصول الوفود وبدء المفاوضات ونتطلع لرؤية بعض الحركة الأيام المقبلة"، وشدد على أهمية التزام الجانبين في الانخراط بنية حسنة.
ومن المفترض أن تشهد المرحلة الأولى من الهدنة الممتدة لستة أسابيع والتي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير، الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية من غزة مقابل الإفراج عن أكثر من 1900 معتقل فلسطيني في سجون إسرائيل.
وتهدف المرحلة الثانية إلى إطلاق سراح آخر الرهائن وإنهاء الحرب.
ومن المفترض أن تتيح المرحلة الثالثة إعادة إعمار قطاع غزة وتحديد نموذج للحكم للقطاع الفلسطيني الصغير.
تبذل الولايات المتحدة وقطر ومصر جهودا منذ أشهر لمساعدة الجانبين على التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المدمرة في غزة