الكشف عن "كواليس" مفاوضات حماس مع الأمريكيين.. ما مستقبل غزة؟

كشفت مصادر قيادية من عن كواليس لقاءات الحركة مع مسؤولين أمريكيين، وسط تكثيف جهود الوسطاء في مصر وقطر لمحاولة إيجاد حلول تنهي الخلافات بين حماس وإسرائيل، وتضمن استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتسعى لتمديد المرحلة الأولى من "اتفاق غزة"، بهدف استعادة مزيد من الرهائن في غزة، دون تقديم ضمانات واضحةً بالتزامها بالانسحاب من "محور فيلادلفيا".
في حين أصبحت حماس أكثر تمسكاً بموقفها بالبدء بمفاوضات حول المرحلة الثانية، في ظل رفض الحكومة الإسرائيلية الوفاء بتعهداتها، وعدم قدرة الوسطاء على إلزامها بذلك.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر قيادية في الحركة قولها، إن الوسطاء يبذلون جهوداً مضنيةً ومستمرة من أجل محاولة الوصول لحلول، وتقريب وجهات النظر بما يتيح الاستمرار في وقف إطلاق النار.
وأشاروا إلى أن حماس أكدت للوسطاء وحتى لواشنطن أنها معنية أساسًا بأن تقف الحرب نهائيًا مع ضمان انسحاب إسرائيل من قطاع غزة بما يشمل "محور فيلادلفيا".
وذكرت المصادر أن هناك غرفة عمليات للوسطاء، يديرون من خلالها الاتصالات مع قيادة حماس وكذلك مع الحكومة الإسرائيلية، وبتواصل دائم مع الولايات المتحدة.
وبيّنت أنه حتى حتى صباح الخميس، لم تفضِ الجهود المبذولة إلى أي تقدم حقيقي، في ظل تعنت الجانب الإسرائيلي بعدم الالتزام بما كان يجب أن ينفِّّذه في المرحلة الأولى، ورفضه الانتقال لمرحلة المفاوضات حول المرحلة الثانية.
وأكدت أن حماس أبلغت الوسطاء في قطر ومصر وكذلك أمريكا بأنها جاهزة للمضي قدماً في الاتفاق، لكن بضمان تحقيق شروطها المتعلقة بوقف الحرب، والانسحاب، وإعادة الإعمار ورفع الحصار.
وأضافت أن قيادة حماس أكدت لكل الأطراف استعداد الحركة التام للتخلي عن حكم وإدارة قطاع غزة، لا سيما بعد أن رحبت الحركة بمخرجات القمة العربية، التي خلصت إلى تشكيل لجنة لإدارة القطاع لحين تسلم السلطة الفلسطينية مسؤولياتها.
ونوهت المصادر بأن وفداً قيادياً من حماس سيصل في أي لحظة إلى العاصمة المصرية القاهرة مجدداً، لإجراء مزيد من المباحثات حول الوضع في غزة، وكذلك الاطلاع على تفاصيل الرؤية المصرية بشأن مستقبل القطاع، وتفاصيل عمل لجنة إدارة القطاع، وتحديد الخطوات المقبلة.
كانت إيجابية
وفي سياق مُتصل، استضافت العاصمة القطرية الدوحة لقاءات بين قيادة حماس مع مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الرهائن، آدم بولر، ومسؤولين أمريكيين آخرين، لبحث الإفراج عن 5 رهائن إسرائيليين يحملون الجنسية الأمريكية، يعتقد أن بينهم 4 قتلى.
وفي حين أكد البيت الأبيض وحماس صحة اللقاءات، اكتفت إسرائيل بتأكيد علمها وتقديم رأيها للولايات المتحدة حول تلك اللقاءات
وقالت مصادر من حماس في قطر لـ"الشرق الأوسط"، إن لقاءات واتصالات جرت مع المسؤولين الأمريكيين، بينهم بولر، وبشكل غير مباشر المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مبينة أن الدوحة والقاهرة انخرطتا في الوساطة لعقد اللقاءات بطلب أمريكي.
وأكدت المصادر أن هناك انفتاحاً لدى قيادة الحركة بالاجتماع مع أيِّ طرفٍ كان، حتى الإسرائيلي، الذي تتم المفاوضات معه بشكل غير مباشر، مبينة أن اللقاءات كانت تعدّ إيجابيةً على الأقل من الانطباع السائد داخل قيادة حماس.
وبيَّنت المصادر أن الوفد الذي مثَّل الحركة برئاسة خليل الحية أكد للمسؤولين الأمريكيين أنه لا مانع لديها من الإفراج عن المختطفين الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأمريكية، لكن بوصفهم يخدمون عسكرياً في جيش الاحتلال، وليسوا مدنيين، وطلب مقابل ذلك الإفراج عن أسرى فلسطينيين ضمن معايير مختلفة بوصفهم عسكريين.
وأشارت إلى أنه من المفترض أن تكون هناك لقاءات أو اتصالات أخرى ستُعقد في الفترة المقبلة، في حال توافقت الولايات المتحدة مع المطالب التي قدَّمها وفد الحركة، الذي طالب بتدخل أمريكي جاد من أجل وقف الحرب بشكل كامل، والعمل على ضمان انسحاب إسرائيل من القطاع.
وبيَّنت المصادر أن الوفد الأمريكي ركَّز بشكل أساسي على قضية المختطفين الذين يحملون الجنسية الأمريكية، ولم يتم الحديث عن تفاصيل أخرى تتعلق بمستقبل وقف إطلاق النار بغزة.