بعد الضربة التي استهدفت قاعدة عسكرية أميركية شمال شرقي الأردن قرب حدود سوريا الأحد الماضي، ما أسفر عن مقتل 3 أميركيين وإصابة 40 آخرين، كشف 4 مسؤولين أميركيين لوكالة "رويترز"، أن تقديرات الولايات المتحدة الأميركية تشير إلى أن الهجوم على قواتها في الأردن كان بطائرة مسيرة إيرانية الصنع.
وحملت واشنطن مسؤولية الهجوم لفصائل متحالفة مع إيران لكنها قالت أيضا إن طهران تتحمل المسؤولية في نهاية المطاف نظرا لدعمها هذه الفصائل.
ولم يكشف المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم عن تفاصيل نموذج الطائرة بدون طيار.
وهذا هو الهجوم الأول الذي يسفر عن مقتل جنود أميركيين في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر تشرين الأول.
"بصمات" كتائب حزب الله العراقي
وكانت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ قالت في مؤتمر صحافي، إن الهجوم يحمل "بصمات" كتائب حزب الله العراقي المدعومة من إيران.
كما أضافت: "نعلم أن إيران تمول الجماعات التي تهاجم القوات الأميركية".
في المقابل، علقت كتائب حزب الله العراقي العمليات العسكرية ضد الولايات المتحدة، وقالت في بيان، مساء الثلاثاء، إن القرار يهدف لعدم "إحراج" الحكومة العراقية. ودعت مقاتليها إلى "الدفاع السلبي مؤقتا إن حصل أي عمل أميركي عدائي تجاههم".
كما كانت طهران قد نفت، الاثنين، ضلوعها في الهجوم الذي أودى بحياة 3 جنود أميركيين. واعتبر المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني أن "هذه الاتهامات سياسية وتهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة".
فاقم التوترات
يذكر أن هذا الهجوم الأخير فاقم بلا شك التوترات في المنطقة وغذى المخاوف من توسع نطاق الحرب التي تفجرت في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الفائت، إلى نزاع قد يشمل إيران في شكل مباشر.
لاسيما أنها المرة الأولى التي يُقتل فيها عسكريون أميركيون بنيران معادية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، ما يضع بايدن في موقف محرج أمام سيناريوهات للرد، فيما يخوض سباقاً انتخابياً حساساً لولاية ثانية في البيت الأبيض.
ومنذ بدء حرب غزة، تصاعد التوتر بشكل عام في المنطقة وعلى عدة جبهات، من العراق إلى سوريا فاليمن ولبنان، حيث تتواجد فصائل مسلحة موالية لإيران ومدعومة منها.
إذ تعرضت القواعد العسكرية التي تضم قوات أميركية في العراق وسوريا لنحو 158 هجوماً منذ 17 أكتوبر الماضي.