فيما تزداد حرب غزة ضراوة ومأساوية، تتضاءل احتمالات التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار، مع تهديد الولايات المتحدة مجدداً بعرقلة مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي.
وطلبت الجزائر أن يصوت مجلس الأمن غداً الثلاثاء على نص لوقف إطلاق النار، فيما هددت واشنطن باستخدام حق النقض «الفيتو».
ويرفض مشروع القرار «التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين»، ويدعو إلى وضع حد لهذا «الانتهاك للقانون الدولي»، وكذلك إلى إطلاق سراح جميع الأسرى.
تنديد أمريكي
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد إن إحالة النص إلى التصويت، تهدد بتقويض المفاوضات الجارية لإرساء هدنة جديدة.
اجتياح رفح
في الغضون، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت عزمه على تنفيذ هجوم بري في رفح، حيث يتكدس 1,4 مليون فلسطيني. وقال نتانياهو «كل من يريد أن يمنعنا من تنفيذ عملية في رفح يقول لنا بالأساس اخسروا الحرب. لن أستسلم لذلك». وفي مؤشر على إصراره، أكد نتانياهو أن الجيش سينفذ عمليته في رفح حتى لو تم التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى. وقال «حتى إذا أنجزنا ذلك سندخل رفح».
وقال الوزير وعضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، في خطاب ألقاه أمام زعماء يهود أمريكيين، إنه إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى بحلول الوقت الذي يبدأ فيه شهر رمضان في نحو الأسبوع الثاني من مارس، فإن إسرائيل ستوسع القتال ليشمل رفح أيضاً.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن غانتس قوله إن «أمام حماس خيار، يمكنهم الاستسلام، وإطلاق سراح الرهائن، ومن ثم يمكن لسكان غزة الاحتفال بشهر رمضان».
دولة فلسطينية
وأضفت إسرائيل أمس طابعاً رسمياً على اعتراضها على ما سمته «الاعتراف من جانب واحد» بدولة فلسطينية، قائلة إن أي اتفاق بهذا الصدد يتعين الوصول إليه من خلال مفاوضات مباشرة. وذكر بيان أن نتانياهو أجرى تصويتاً أمس، داخل الحكومة على «قرار توضيحي» بهذا الصدد وأنه تمت الموافقة بالإجماع على هذه الخطوة.
وقال نتانياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، إن هذه الخطوة تأتي بعد «ما تردد في المجتمع الدولي عن محاولة فرض دولة فلسطينية على إسرائيل من جانب واحد».
وقال مكتب نتنياهو إن البيان الرسمي يعكس أن «إسرائيل ترفض الإملاءات الدولية الصريحة فيما يتعلق باتفاق دائم مع الفلسطينيين، ولا يمكن التوصل إلى مثل هذا الترتيب إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين ودون شروط مسبقة».