من سيئ إلى أسوأ تمضي وتيرة نزاع السودان، إذ اندلعت معارك عنيفة، الأحد، بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، بولاية شمال كردفان، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات ونزوح آلاف المواطنين ونهب محال تجارية وأسواق.
وأفاد شهود عيان لـ"العين الإخبارية" باندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات "الدعم السريع" بمنطقة "ود عشانا" بولاية شمال كردفان، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات ونزوح آلاف المواطنين من منازلهم.
وأوضح الشهود أن قوات الدعم السريع شنت هجوما على منطقة ود عشانا التي يرتكز بها الجيش في تمام الساعة الثالثة من صباح الأحد، من 3 محاور من الجهة الجنوبية من مدينة شركيلا ومن الجهة الشمالية الشرقية ومن الجهة الغربية.
وحسب الشهود، فإن قوات "الدعم السريع" استولت على المنطقة بالكامل، بعد انسحاب قوات الجيش السوداني التي كانت ترتكز خارج المدينة.
آخر حامية حدودية
وأشارت قوات الدعم السريع في بيان إلى "تحقيقها نصرا جديدا على قوات الجيش السوداني، وفلول النظام البائد المتطرفة، والسيطرة على حامية ود عشانا بولاية شمال كردفان، واعتبرتها آخر حامية حدودية للفلول مع ولاية النيل الأبيض"، بحسب قولها.
وكشفت عن استيلائها على عدد 12 عربة قتالية بكامل عتادها العسكري، منها عربة راجمة كاتيوشا، و12 ماسورة، وكميات من الأسلحة والذخائر.
وأضاف البيان أنه "بالسيطرة على حامية ود عشانا بات الطريق ممهدا أمام الأشاوس للتقدم إلى مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، كما ستواصل التقدم في جميع المحاور للقضاء تماما على الفلول وأعوانهم".
وذكرت قوات الدعم السريع أنها "تقاتل إنابة عن الشعب السوداني ضد قوات البرهان وكتائب المؤتمر الوطني الإرهابية من أجل استعادة الحكم الديمقراطي وبناء الدولة السودانية على أسس الحرية والسلام والعدالة والمساواة لشعبنا الذي عانى الظلم والاضطهاد والقمع"، بحسب قولها.
نزيف دارفور
ومع تطاول أمد الحرب تعرض طوف شريان الحياة الذي يحمل المواد الغذائية والأدوية ومستلزمات الحياة والإغاثة لكل إقليم دارفور لإطلاق نار في منطقة الكومة بشمال دارفور من بعض المتفلتين.
وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك": "نترحم على الأموات وعاجل الشفاء للجرحى ونعبر عن بالغ أسفنا وعميق حزننا على هذا الحادث المؤسف غير المقصود".
وأضاف: "بعد سماعي للخبر ظللت متابعا للأمر وشرعت في تكوين لجنة من كل الأطراف، القوة المشتركة وأهلنا الزيادية لإزالة اللبس حتى نصل إلى الحقائق ونلتمس من جميع الأطراف الالتزام بضبط النفس والهدوء والعقلانية رغم مرارة الفقد وآلام الجراح، ومن جانبنا نتحمل كحكومة لإقليم دارفور مسؤولية الضحايا من الطرفين، ونكرر حار التعازي للأهل والمجتمع والأسر، ونعدكم بحسم هذا الأمر في أقرب سانحة مع الجهات المختلفة".
وشهدت ولايات دارفور منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، منتصف أبريل/نيسان الماضي، اشتباكات مسلحة خاصة في مدن نيالا، والجنينة، وزالنجي وكاس وأم دافوق وكتم، ما أدى إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.
وفي 2003، اندلع في إقليم دارفور نزاع مسلح بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة، أودى بحياة حوالي 300 ألف، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.
ومنذ اندلاع الصراع في السودان فشلت كل الجهود الدبلوماسية التي قامت بها أطراف عدة لوقف القتال بين الجانبين، والتوصل لحل ينهي الأزمة.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية