قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) اليوم الجمعة إن حادثة مقتل عمال الإغاثة في غزة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي دليل على "الوحشية غير المعقولة للصراع".
جاء ذلك في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي بطلب من الجزائر لبحث الوضع في غزة في أعقاب مقتل سبعة من عمال الإغاثة تابعين لمنظمة (المطبخ المركزي العالمي) في عدة غارات جوية شنها الجيش الإسرائيلي.
واستمع المجلس خلال الجلسة إلى إحاطتين لكل من مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) راميش راجاسينغهام ورئيسة منظمة (أنقذوا الطفولة) جانتي سويربتو.
وقال راجاسينغهام في كلمته إن حادثة مقتل عمال الإغاثة في (المطبخ المركزي العالمي) في الأول من إبريل الجاري "لم تكن مجرد مأساة لعمال الإغاثة القتلى ولعائلاتهم وأصدقائهم بل كانت أيضا مأساة لسكان غزة".
وأعرب راجاسينغهام عن أسفه قائلا "إننا لا نستطيع القول إن هذا الهجوم المأساوي كان حادثة منفردة في هذا الصراع" موضحا أن القتلى ينضمون إلى أكثر من 220 من زملائنا في المجال الإنساني الذين قتلوا 179 منهم من موظفي الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن الافتقار إلى الحماية - الذي لا يمكن إنكاره - لبعثات الإغاثة قد أجبر (المطبخ المركزي العالم) ومنظمة (أنيرا) الإغاثية غير الحكومية على تعليق عملياتهما إذ تقوم المنظمتان بتزويد مئات الآلاف من الأشخاص في غزة بالطعام كل أسبوع.
وقال المسؤول الأممي "ستة أشهر من الموت والدمار والحرمان والصدمة والمعاناة التي لا يمكن تصورها لأهل غزة - ستة أشهر تضع إنسانيتنا الجماعية وأولوياتنا موضع تساؤل".
من جانبها قالت سويربتو في كلمتها إن ما شاهدته وسمعته في غزة "كان مهينا للإنسانية ليس فقط بالنسبة لسكان غزة بل إنه أمر يجردنا جميعا من إنسانيتنا إذا وقفنا مكتوفي الأيدي وسمحنا بحدوث ذلك".
وأضافت سويربتو في - إطار زيارتها الأخيرة لقطاع غزة - أن الأطفال "يركضون في كل مكان بحثا بيأس عن الطعام والماء لأنه لا يسمح بدخول ما يكفي إلى غزة" علاوة على إنهم يعانون من سوء التغذية بشكل واضح.
وأشارت إلى أن 14 ألف طفل قتلوا في هذا الصراع "من دون داع وبعنف وفقد آلاف آخرون ويفترض أنهم مدفونون تحت الأنقاض".
وأكدت أن عدد الأطفال الذين قتلوا في هذا الصراع أكبر من عدد الأطفال الذين قتلوا في جميع النزاعات المسلحة على مستوى العالم خلال السنوات الأربع الماضية.
ونبهت إلى أنه إذا استمر جميع أطراف النزاع "في انتهاك صارخ" لقواعد الحرب والقانون الدولي الإنساني وعدم المساءلة على الإطلاق "فإن المجموعة التالية من الوفيات الجماعية للأطفال في غزة لن تكون بسبب الرصاص والقنابل بل بفعل الجوع وسوء التغذية".
وحثت سويربتو المجتمع الدولي على منح العاملين في المجال الإنساني إمكانية الوصول الآمن وإيقاف إطلاق النار.
وشددت رئيسة منظمة (أنقذوا الطفولة) على أن الجالسين في قاعة مجلس الأمن يملكون الأدوات اللازمة لمعالجة هذه الأزمة ولكنهم يفتقرون فقط إلى الإرادة السياسية لاستخدامها.