أعلنت إسرائيل، الأحد، أن جيشها "يستعد" لعملية في رفح، بعدما أعلن سحب قواته من خان يونس، جنوب قطاع غزة، في خطوة اعتبرها البيت الأبيض أنها تأتي بهدف "إراحة وتجديد" القوات الإسرائيلية، وليس "بالضرورة" مؤشراً إلى "عملية جديدة وشيكة لهذه القوات".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الأحد، بحسب بيان صادر عن مكتبه، إن "قواتنا تستعد لمواصلة مهامها، بما في ذلك... في منطقة رفح"، بعد سحب قوات من خان يونس، لأن "حماس لم تعد موجودة كإطار عسكري" في المدينة الواقعة شمال رفح التي باتت تضيق بأكثر من 1,5 مليون فلسطيني.
وذكر الوزير أن تل أبيب تسعى للوصول إلى "وضع لا تسيطر فيه (حماس) على قطاع غزة، ولا تعمل فيه ضمن إطار عسكري يشكل خطراً على مواطني إسرائيل"، فيما أكد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن "الجيش لا يزال لديه الكثير من القوات في غزة، فهي حرب طويلة".
يأتي هذا بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي سحب مزيد من الجنود من جنوب قطاع غزة مبقياً كتيبة واحدة فقط هناك، مشيراً في بيان إلى أن "الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي أنهت الأحد، مهمتها في خان يونس، وغادرت قطاع غزة للراحة والاستعداد لعمليات مستقبلية".
مرت الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي دخلت شهرها السابع، الأحد، بعدد من أبرز المحطات والأحداث.. تعرف عليها.
لا حاجة للبقاء في خان يونس
وأشار البيان الإسرائيلي إلى أن "قوة كبيرة لا تزال تعمل في القطاع الفلسطيني، بحسب الحاجة الاستراتيجية"، فيما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مسؤول عسكري قوله إن "الانسحاب يعود إلى أن الجيش حقّق أهدافه في خان يونس، ولم تعد هناك حاجة إلى البقاء في المنطقة".
وزعم المسؤول أن "الفرقة (98) فككت كتائب (حماس) في خان يونس، وقتلت الآلاف من عناصرها، وقمنا بكل ما كان علينا القيام به".
ورغم الانسحاب من الجنوب، أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن لواء "ناحال" التابع للجيش سيواصل السيطرة على "ممر نتساريم" المركزي الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين.
وشاهد مصور لوكالة "فرانس برس" فلسطينيين كانوا قد لجأوا إلى مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة يغادرون المدينة، ويسلكون طريق خان يونس، سيراً، أو في سيارات، أو في عربات تجرها حمير.
وشهدت خان يونس، أكبر مدن الجنوب، على مدى أشهر قتالاً عنيفاً بين حركة "حماس" والجيش الإسرائيلي، وعمليات عسكرية واسعة.
ويخشى سكان القطاع هجوماً إسرائيلياً على رفح التي لجأت إليها غالبية النازحين من القصف والقتال في القطاع المحاصر، بعد أن اعتبرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "آخر معقل لـ(حماس) في قطاع غزة".
وقال نتنياهو في خطاب أمام الحكومة بمناسبة مرور 6 أشهر على الحرب، "نحن على بعد خطوة واحدة من النصر، لكن الثمن الذي دفعناه مؤلم ومفجع".
وأضاف: "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار بدون عودة المحتجزين. هذا لن يحدث"، مكرراً عزمه على القضاء على الحركة "في قطاع غزة بكامله، بما في ذلك رفح"، في إشارة إلى هجوم بري يتم التحضير له على هذه المدينة، ويرفضه المجتمع الدولي.
"تجديد وراحة"
من جهته، رأى منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، أن إعلان الجيش الإسرائيلي الانسحاب من جنوب قطاع غزة هو مجرد "تجديد واستراحة" على الأرجح لقواته.
وقال كيربي في لقاء مع شبكة ABC الأميركية: "بحسب ما فهمنا، واستناداً إلى ما أعلنوه، إنها في الواقع فترة استراحة واستعادة لياقة لقواته (الجيش الإسرائيلي) الموجودة على الأرض منذ 4 أشهر".
لكن المسؤول الأميركي أوضح أن الانسحاب الإسرائيلي ليس "بالضرورة" مؤشراً إلى "عملية جديدة وشيكة لهذه القوات".
وجاءت عملية تقليص الجيش الإسرائيلي قواته في غزة فيما تخضع تل أبيب لضغوط أميركية متزايدة لتحسين الوضع الإنساني، وخصوصاً بعد هجوم إسرائيلي أودى بحياة 7 من موظفي الإغاثة في غارة جوية الأسبوع الماضي.
انسحاب تكتيكي
من جانبه، اعتبر الخبير الأمني الإسرائيلي عومر دوستري أن "الانسحاب الإسرائيلي تكتيكي بحت، ولا يعني أن الحرب على وشك الانتهاء".
وأضاف دوستري لوكالة "فرانس برس" أنه "بسبب الضغط الأميركي الكبير فإن سحب إسرائيل لقواتها من جنوب غزة سيساعدها أيضاً في مفاوضاتها مع (حماس)"، متوقعاً أن تعود قوات الكوماندوز للقتال بعد إجلاء النازحين من رفح.
ورجح دوستري الخبير في معهد القدس للاستراتيجية والأمن، أنه "بعد إجلاء السكان سيتم خلال شهرين تحرك (بري) في رفح لتدمير ما تبقى من كتائب (حماس)"، مقدراً أن لواء واحداً من "حماس" لا يزال موجوداً في رفح مع كتيبة ونصف كتيبة من مقاتليها في وسط قطاع غزة "خصوصاً في النصيرات".