تحذيرات من تدهور الأوضاع بالسودان أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي حمل طرفي الصراع مسؤولية عرقلة جهود الوساطة.
غوتيريش، قال للصحفيين إن "المشكلة الأساسية واضحة.. هناك جنرالان اختارا الحل العسكري ويعرقلان حتى الآن جميع جهود الوساطة الجادة".
واندلعت الحرب في السودان قبل عام بين الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وأضاف غوتيريش أن الهجمات العشوائية التي تقتل وتصيب وتروع المدنيين في السودان يمكن أن تعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وبحسب غوتيريش فإن نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، في حاجة لمساعدات وإن نحو 8 ملايين شخص فروا من منازلهم جراء القتال المستمر منذ عام.
وحذر غوتيريش من تصاعد القتال في ولاية شمال دارفور السودانية، وأعرب عن بالغ قلقه إزاء التقارير الأخيرة عن تصاعد الأعمال القتالية في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وقال "دعوني أكن واضحا.. أي هجوم على الفاشر سيكون مدمرا بالنسبة للمدنيين وقد يؤدي إلى صراع مجتمعي شامل في جميع أنحاء دارفور"، مشيرا إلى أن أي هجوم على الفاشر من شأنه أيضا الإضرار بعمليات الإغاثة في منطقة على شفا المجاعة بالفعل، لأن الفاشر كانت دائما مركزا إنسانيا مهما للأمم المتحدة".
ونبهت هيئة عالمية معنية بالأمن الغذائي تدعمها الأمم المتحدة الشهر الماضي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية "لمنع انتشار الموت على نطاق واسع والانهيار الكامل لسبل العيش وتجنب أزمة جوع كارثية في السودان".
ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 14 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، من نقص حاد في الغذاء.
وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا، في أزمات يشعر العاملون في المجال الإغاثي بالعجز حيالها بسبب رفض منحهم تأشيرات دخول وفرض رسوم جمركية باهظة على المواد الغذائية، إضافة إلى نهب المخازن وصعوبة الوصول إلى العالقين قرب جبهات القتال.