تلقي التوترات في المنطقة بظلالها على مجمل المشهد، في ظل مساع لإعادة الشرق الأوسط للمربع الأول "ملتهبا" وفق خبراء.
تحذر دول المنطقة من اتساع رقعة الصراع، فيما تقدم واشنطن على خطوات من شأنها زيادته، إذ أقرت حزمة مساعدات لإسرائيل بعد رفضها حصول فلسطين على عضوية دائمة في الأمم المتحدة مباشرة، بما يؤكد وقوفها مع أحد الأطراف، وفق الخبراء.
على جانب أخر تتباين الآراء بشأن مستقبل العلاقات بين الرياض وطهران في ظل زيادة وتيرة التوتر بين الأخيرة وتل أبيب، واحتمالية تمدد الصراع في الدول المحيطة، إذ يذهب أحد الخبراء إلى أن العلاقات بين البلدين قد تتأثر، فيما تظل علاقة السعودية وإسرائيل التي أرادتها واشنطن غير واضحة المعالم حليا.
وفي مارس/ آذار 2023، وقعت السعودية وإيران اتفاقا برعاية الصين، في خطوة هامة اعتبرت اختراقا للتوترات السائدة منذ فترة طويلة.
وقادت واشنطن وساطة من أجل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، في الوقت الذي أكد فيه الجانب السعودي، تمسكه بإقامة دولة فلسطينية، وهو ما يطرح تساؤلات بشأن "الفيتو الأمريكي"، ضد عضوية كاملة للدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة.
وفي وقت سابق، عادت وسائل إعلام أمريكية للحديث عن أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تكثف جهودها في الوقت الحالي للتوسط في صفقة رائدة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، بهدف ترسيخ التطبيع التاريخي للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ووفقا لمصادر مطلعة على الأمر، فإن البيت الأبيض يتواصل بنشاط مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ويحثه على الالتزام بإقامة الدولة الفلسطينية، وذلك في مقابل أن الرياض ستعرض اعترافها الدبلوماسي بإسرائيل، وفقا لوسائل إعلام أمريكية.
وتأمل إدارة بايدن أن هذا العرض، لا يعزز فقط الاستقرار الإقليمي، لكن أن يحقق أيضا توازنا استراتيجيا لمواجهة النفوذ المتنامي لإيران، وفق وسائل الإعلام.
بشأن تداعيات التوترات بين إيران وإسرائيل على العلاقات مع السعودية، يقول وجدي القليطي، الخبير الاستراتيجي السعودي، إن التوترات بين إسرائيل وإيران انعكست على المنطقة بالكامل.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن كل ما أثير من ردود بين إيران وإسرائيل وتوسع دائرة الصراع، قد توسع الفجوة في المنطقة وخاصة بشأن التقارب مع السعودية.
بشأن ما إن كانت هناك بعض الأطراف الدولية تسعى لإفشال التقارب بين السعودية وإيران يقول القليطي، "بالطبع المصلحة الغربية، خاصة المتصلة بالأزمة الأوكرانية، ترى أنه من صالح بعض الدول عودة منطقة الشرق الأوسط للمربع الأول، وتوقف التنمية في الدول العربية وخاصة الدول المحورية منها مصر والسعودية".
ولفت إلى أن أي مستقبل للعلاقات بين إسرائيل والسعودية مرتبط بشرط معلن وهو إقامة دولة فلسطينية، الأمر الذي بات غير واضح في ظل التطورات الدائرة على مستوى المنطقة.
من ناحيته، يقول الخبير العسكري السعودي، العميد عبدالله العسيري، إن موقف المملكة ثابت وواضح، وتقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، فيما تدعم القضية الفلسطينية بشكل واضح.
بشأن التوترات في المنطقة بين إيران وإسرائيل يضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن السعودية تراعي مصالحها ومصالح دول مجلس التعاون الخليجي، وتسعى من أجل تخفيف التصعيد في المنطقة، من خلال التنسيق مع الدول المؤثرة.
وشدد على أن الممكلة تحافظ على تعهداتها وثوابتها مع كافة الأطراف، ما يعني عدم الاخلال بأي اتفاق.
وسبق للسعودية أن شددت على أنه "لن يكون هناك تطبيع مع إسرائيل دون وقف القتال في غزة"، مضيفاً أن "أساس التطبيع مع إسرائيل هو الاعتماد على مبادرة السلام العربية"