يعتزم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة السعودية حيث من المتوقع أن يشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض الذي يبدأ يوم 28 أبريل وفق ما ذكر موقع أكسيوس نقلا عن مسؤولين أميركيين اثنين وآخر دون الكشف عن أسمائهم.
ونسب الموقع إلى المسؤولين قولهم إن من المتوقع أن يجتمع بلينكن في زيارته للسعودية مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وزعماء إقليميين آخرين.
ولم يتسن الحصول على تعليق على الفور من وزارة الخارجية الأميركية.
وتأتي زيارة بلينكن مع دخول الحرب بين إسرائيل وحماس يومها الـ200 بلا أي بوادر تهدئة تلوح في الأفق، ووسط زيادة المخاوف من هجوم إسرائيلي على رفح وتزايد النداءات لإطلاق سراح الرهائن.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الأربعاء أن إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح في قطاع غزة التي تعتبرها آخر معقل لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقالت إن استعدادات تجري لإجلاء النازحين الفلسطينيين الذين يحتمون هناك.
ونقلت صحيفة يسرائيل هيوم واسعة الانتشار عن قرار للحكومة الإسرائيلية بعد تعثر محادثات وقف إطلاق النار مع حماس أن عملية اجتياح رفح التي تأجلت لعدة أسابيع بسبب خلافات مع واشنطن ستتم "قريبا جدا".
ونشرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية أخرى تقارير مماثلة. وأشار البعض إلى لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي بدا أنها تظهر إقامة مدينة خيام لاستقبال من سيتم إجلاؤهم من رفح.
ولم يصدر تعليق بعد عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ولا مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
وتعج رفح المتاخمة للحدود المصرية بأكثر من مليون فلسطيني فروا من مناطق أخرى بقطاع غزة خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر.
ويثير مصيرهم قلق القوى الغربية وكذلك القاهرة التي استبعدت السماح بأي تدفق للاجئين إلى سيناء المصرية. وتعهدت إسرائيل، التي تتعرض لضغوط بسبب الخسائر الإنسانية المتزايدة الناجمة عن الحرب، باتخاذ إجراءات لحماية المدنيين في رفح.
وتقول حكومة نتنياهو إن رفح بها أربع كتائب قتالية كاملة تابعة لحماس وتقول إن تلك الكتائب تلقت تعزيزات من آلاف من مقاتلي الحركة المنسحبين من مناطق أخرى.
وتصر حكومة نتنياهو على أن النصر في حرب غزة، التي بدأت بعد هجوم حماس في السابع من لأكتوبر على جنوب إسرائيل، سيكون مستحيلا من دون السيطرة على رفح وسحق حماس واستعادة أي رهائن قد يكونون محتجزين هناك.
ولم تعلق حماس على مسألة وجود كتائب قتالية في المدينة.
وفي خطاب ألقاه الثلاثاء بالتزامن مع مرور 200 يوم على الحرب، قال أبوعبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس إن إسرائيل لم تحصد سوى "الخزي والهزيمة" في الحملة التي يقول مسؤولون في وزارة الصحة في قطاع غزة إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني.
وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى مقتل 1200 واحتجاز 253 في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 262 جنديا إسرائيليا آخرين قتلوا في العمليات البرية التي شهدت اجتياح معظم أنحاء القطاع.
كما تأتي زيارة بلينكن في وقت تواصل إدارة بايدن العمل نحو التوصل إلى صفقة ضخمة محتملة يمكن أن تمهد الطريق للتطبيع السعودي مع إسرائيل، لكن معظم المسؤولين الأميركيين الذين يعملون في هذه القضية ينظرون إليها على أنها حلم بعيد المنال.
ويقول المسؤولون الأميركيون إن بلينكن يخطط أيضا للتوجه إلى إسرائيل كجزء من هذه الرحلة والاجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغيره من كبار المسؤولين.
وفي لقاء مع زعماء يهود أميركيين الأسبوع الماضي، قال بلينكن إنه يأمل أن يكون في إسرائيل في أواخر أبريل أو أوائل مايو، وفقا لشخصين حضرا الاجتماع
وأجل مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، رحلة مخططة إلى المملكة العربية السعودية قبل ثلاثة أسابيع بعد إصابته بكسر في ضلعه.
وقال بلينكن الشهر الماضي إن الولايات المتحدة والسعودية أحرزتا "تقدما جيدا" في محادثات تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل.
وتوقفت محادثات التطبيع في أعقاب هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر وما تلاه من حملة عسكرية إسرائيلية على قطاع غزة.
ومع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس، وقبل سبعة أشهر فقط من موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يعترف مسؤولو البيت الأبيض ووزارة الخارجية بأن هناك فرصة ضئيلة للغاية للتوصل إلى اتفاق السلام التاريخي.
وتشمل العقبات التي تعترض هذه الصفقة الضخمة الحرب في غزة، واعتماد نتنياهو على شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، والسياسة الداخلية الأميركية.
وتضع السعودية شروطًا قبل المضي بهذه الصفقة أهمها إنهاء الحرب في غزة والتزام إسرائيل بمسار لا رجعة فيه لتحقيق حل الدولتين.
ولا يبدو أن نتنياهو يتجه نحو إنهاء الحرب. وهو لا يعارض حل الدولتين فحسب، بل يرفض مجرد فكرة السماح للسلطة الفلسطينية بأن يكون لها دور في حكم غزة بعد الحرب.
وسيزور بلينكن السعودية بعد اختتام جولته في الصين التي تبدأ اليوم الأربعاء في شنغهاي حيث يجتمع مع رجال أعمال بارزين. ثم يتوجه إلى بكين الجمعة لإجراء محادثات مع نظيره وزير الخارجية وانغ يي، ومن المحتمل أن يجتمع مع الرئيس شي جين بينغ.
وتأتي زيارة بلينكن للصين في وقت تتعافى فيه العلاقات بين واشنطن وبكين، لكنها تواجه مجموعة كبيرة من القضايا محل الخلاف والتي تهدد بدفع أكبر اقتصادين في العالم نحو المواجهة