نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صحة التقارير عن انتقال قياداتها من قطر إلى دولة أخرى، لافتة إلى أن مقر قادتها الرئيس هو الأردن وسيعودون إليه في حال غادروا الدوحة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبومرزوق، اليوم الاثنين، في تصريح لقناة العالم الإيرانية، إن "الأردن سيكون الوجهة المقبلة لقيادات الحركة في حال غادرت قطر".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية نقلت قبل أسبوعين عن مسؤولين عرب قولهم إن "القيادة السياسية لحركة حماس تبحث نقل مقرها من قطر إلى دولة أخرى، في ظل تعثر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".
واعتبر أبومرزق تلك التقارير بأن "كلها صناعة إعلامية وبعض الدعاوي من أعضاء الكونغرس ونوع من الضغوط على قطر للضغط على حماس فيما يتعلق بالمفاوضات حول تبادل الأسرى (مع إسرائيل)".
وقال "كل ما يشاع في هذا الوقت من أننا سننتقل إلى العراق أو سوريا أو تركيا وغيرها هي أجواء إعلامية للضغط على القطريين". وأضاف أن "معظم قادة حماس هم من الشعب الأردني ويحملون الجواز الأردني".
وأوضح "إذا انتقلت قيادات حماس فستنتقل إلى الأردن، هناك شعبها ويحملون جواز سفرها ومعظمهم مواطنون أردنيون، والأردن شعب مضياف وكريم ومؤيد للمقاومة الفلسطينية، وعلاقاتنا بالنظام الأردني جيدة ولا مشكلة لنا في مكان الإقامة".
ويستضيف الأردن 2.4 مليون لاجئ فلسطيني وهو العدد الأكبر في المنطقة وفق ما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الشهر الماضي، لكن المملكة ترفض تهجير سكان غزة رفضا قاطعا.
وتستضيف قطر مكتبا سياسيّا لحركة حماس منذ عام 2012، بمباركة الولايات المتحدة، ولطالما أدت دور الوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأكد أبومرزوق أن "المشكلة هي أن أميركا تدخلت وأجبرت قطر على استقبال قيادة حماس، وفي حال أوقفت أميركا ضغطها ستكون قيادة حماس في اليوم التالي في مكانها الطبيعي وهو الأردن".
وأكد أن ما يتداوله الإعلام حول مغادرة قيادات حماس لقطر "كلها فبركات إعلامية ليس لها أي وجود بيننا وبين القطريين على الإطلاق".
وسبق أن نفت حماس الأخبار المتداولة عن نقل مكاتب الحركة من قطر إلى تركيا، ووصفتها بـ"غير الدقيقة"، وأكدت على لسان رئيسها في الضفة الغربية زاهر جبارين، أنها لن تنقل مكاتبها إلى أي مكان خارج الدوحة.
والثلاثاء الماضي قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إنه "لا يوجد مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس في الدوحة بينما تستمر جهود الوساطة في حرب غزة".
وتابع الأنصاري في مؤتمر صحافي أن بلاده "لا تزال ملتزمة بالوساطة لكنها تعيد تقييم دورها في ظل إحباطنا من الهجمات ضد قطر".
كما تحدث القيادي في الحركة عن الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر، قائلا "الذي يقرر في قطاع غزة وفي مستقبل غزة هو حماس.. من غير المعقول أن تدخل إسرائيل 300 ألف جندي إلى غزة، وتفشل، ثم تأتي أي جهة أخرى لتقول كلمة الفصل في القطاع".
وأضاف "أميركا تستطيع إيقاف هذه الحرب، ومصر أيضا، لكن باتخاذ مواقف عملية.. نريد مواقف عملية".
ودعا أبومرزوق الأردن ومصر إلى قطع العلاقات مع إسرائيل وطرد السفير، مؤكداً أن "مواقف بهذا الحجم ستوقف العملية في رفح".
ووصل وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إلى السعودية اليوم الاثنين في أول محطة من جولة أوسع في الشرق الأوسط تهدف إلى مناقشة شكل الحكم في قطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب مع إسرائيل.
وتتفق الولايات المتحدة مع إسرائيل في هدفها بأن هناك حاجة للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأنه لم يعد من الممكن أن تلعب الحركة دورا في مستقبل غزة إلا أن واشنطن تعارض قيام إسرائيل بإعادة احتلال القطاع.
وتتطلع بدلا من ذلك إلى إطار يتضمن إصلاح السلطة الفلسطينية بدعم من دول عربية