كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الاثنين، عن فرار نحو 360 ألف فلسطيني من رفح منذ أن طلب الجيش الإسرائيلي مطلع الأسبوع الماضي سكان الأحياء الشرقية من المدينة إلى مغادرتها بعد أسابيع من التهديد بشنّ عملية برية تؤكد الدولة العبرية أنها ضرورية للقضاء على "آخر معقل" لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ويواصل مئات الآلاف من الفلسطينيين الفرار من مناطق رفح بشتى الوسائل المتوافرة: سيراً أو بمركبات وعلى متن دراجات أو عربات تجرّها الدواب، في محاولة لإيجاد ملجأ في أماكن أخرى من القطاع الذي استحالت معظم مناطقه ركاماً جراء الحرب الأطول في تاريخ الصراع.
وقالت الأونروا في منشور عبر منصتي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس "فر ما يقرب من 360 ألف شخص من رفح منذ صدور أمر الإخلاء الإسرائيلي الأول قبل أسبوع".
وأضافت أن عمليات القصف وأوامر الإخلاء الأخرى في شمال غزة أدت إلى مزيد من النزوح والخوف لدى آلاف العائلات، مؤكدة على أن "لا يوجد مكان آمن في غزة للذهاب إليه، لا أمان دون وقف إطلاق النار".
ووصفت الوكالة الأممية تقييد إسرائيل وصول المساعدات لغزة بأنها تمثل "مسألة حياة أو موت" لأهالي القطاع، في ظل القصف المستمر وانعدام الأمن الغذائي.
وتابعت "نحن بحاجة فورية وعاجلة إلى ممر آمن للمساعدات الإنسانية والعاملين فيها".
ويعاني سكان غزة من نقص حاد في المواد الغذائية والخضروات نتيجة استمرار إغلاق إسرائيل لمعبري رفح وكرم أبوسالم، ما يهدد بعودة شبح "المجاعة" إلى القطاع.
وتفاقمت أزمة دخول المساعدات الإنسانية وإمدادات الوقود إلى قطاع غزة، بعد اقتحام الدبابات الإسرائيلية بعض أنحاء المدينة وسيطرتها على المعبر الحدودي مع مصر اعتبارا من الثلاثاء الماضي، متجاهلة التحذيرات الأميركية والأوروبية حيال مصير المدنيين.
ويأتي ذلك بينما أغلقت إسرائيل في 5 مايو الجاري، معبر كرم أبوسالم التجاري على الحدود مع غزة، بالتزامن مع عمليات عسكرية أخرجت الكثير من المستشفيات والمرافق الطبية عن الخدمة في كافة مناطق القطاع.
ورغم التحذيرات الدولية المتصاعدة تجاه توسيع العمليات العسكرية في رفح، دعا الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، سكان أحياء في قلب المدينة إلى إخلائها "بشكل فوري"، ليوسع بذلك عملياته التي بدأت الاثنين الماضي، شرقي المدينة.
في المقابل أعلن الجانب الإسرائيلي، الأحد، عن فتح معبر جديد في شمال قطاع غزة أطلق عليه اسم "إيريز الغربي" لنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ويعيش في رفح 1.5 مليون فلسطيني، غالبيتهم في خيام مؤقتة بعد فرارهم من شمال غزة بعد العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل على شمال ووسط قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا على غزة خلفت أكثر من 113 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.