قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، اليوم الأحد، إن مصر "تعول على الدور الهام للاتحاد الأوروبي في وقف الأزمة الإنسانية في غزة"، مؤكدا ضرورة امتثال إسرائيل لالتزاماتها القانونية.
وجدد شكري، خلال لقاء جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي في بروكسل، التحذير من مخاطر العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، لتداعياتها الإنسانية الكارثية على أكثر من ١،٤ مليون فلسطيني، وتأثيراتها الأمنية على السلام واستقرار المنطقة ومقدرات شعوبها، مطالباً بضرورة امتثال إسرائيل لالتزاماتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال وإزالة جميع العقبات التي تضعها أمام عملية دخول المساعدات، وفتح جميع المعابر البرية بين إسرائيل والقطاع، فضلاً عن توفير الظروف الآمنة لأطقم الإغاثة الدولية لاستلام وتوزيع المساعدات في القطاع.
كما أكد الوزير المصري على رفض مصر لتوظيف إسرائيل إمعانها في السيطرة على كافة معابر القطاع كأداة لإحكام الحصار وتجويع الشعب الفلسطيني في غزة، وخلق واقع غير مأهول بالحياة في القطاع، مشدداً على رفض مصر القاطع لأية محاولات لدفع الفلسطينيين للتهجير خارج أراضهم، أو تصفية القضية الفلسطينية.
وحسب بيان الخارجية المصرية، أكد الطرفان، خلال الاجتماع، على ضرورة التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووقف العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، فضلاً عن ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية بشكل كامل وآمن إلى القطاع، وفي جميع أنحائه، لتلبية الاحتياجات الملحة لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة. وتمَّ التأكيد على أهمية قيام إسرائيل باحترام وحماية العاملين في المجال الإنساني، وعدم استهداف مقرات وكالات الإغاثة الدولية، فضلاً عن ضمان وصول وحرية تنقل أطقم الإغاثة في قطاع غزة اتساقاً مع أحكام القانون الدولي الإنساني.
وأشار البيان إلى أنه دار حوار مستفيض بين الوزير شكري والممثل الأعلى الأوروبي حول الرؤية العربية ومسارات التحرك مع الاتحاد الأوروبي لإنهاء هذه الأزمة من جذورها من خلال الدفع بالمسار السياسي لدعم تنفيذ حل الدولتين، حيث أكد الطرفان على ضرورة إيجاد الأفق السياسي لتنفيذ مقررات الشرعية الدولية ذات الصِلة، ودعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لتعيش في سلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
وأكد مصدر مصري رفيع المستوى، في وقت سابق اليوم، أن "قوافل الإغاثة المصرية بدأت في التدفق إلى غزة لسرعة احتواء الأزمة الإنسانية الحالية بالقطاع".
وقال المصدر المصري رفيع المستوى، إن "هناك تحركات واتصالات مصرية مكثفة للضغط على إسرائيل لنفاذ أكبر قدر من المساعدات الإنسانية لغزة"، مشيرا إلى "التنسيق المصري مع الأمم المتحدة لتوفير أكبر قدر من المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة لمواطني القطاع".
وقال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ، في وقت سابق اليوم، إن مصر تواصل جهودها في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى أهالي قطاع غزة.
وأشار في بيان رسمي نشر على مواقع التواصل، إلى أن "القوات الجوية المصرية واصلت جهودها على مدار الأيام الماضية، بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في التحالف الدولي، بتنفيذ أعمال الإسقاط الجوي لأطنان من المساعدات على قطاع غزة، للتخفيف من معاناتهم غير المسبوقة، التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، جراء العمليات العسكرية الراهنة على القطاع".
وأوضح البيان أن تلك الجهود "تأتي استمرارا للمساعي والجهود المصرية الحثيثة لحشد المجتمع الدولي، من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان إنفاذ المساعدات والمواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لأبناء الشعب الفلسطيني، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية الحرجة التي يعاني منها سكان القطاع".
يأتي هذا بعدما أفادت وسائل إعلام مصرية، اليوم، بأن شاحنات مساعدات إنسانية بدأت في الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، تضم مساعدات غذائية و4 شاحنات وقود.
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اتفق في اتصال هاتفي، يوم الجمعة الماضي، مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، على دفع كميات من المساعدات الإنسانية والوقود، لتسليمها إلى الأمم المتحدة في معبر كرم أبو سالم، وذلك بصورة مؤقتة، لحين التوصل إلى آلية قانونية لإعادة تشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وفقا لبيان من الرئاسة المصرية.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن في 7 مايو/ أيار الجاري، أنه بدأ عملية "محدودة" كما وصفها، للسيطرة على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، حيث اقتحمت آلياته المعبر ورفعت الأعلام الإسرائيلية داخله.
وفرض الجيش الإسرائيلي سيطرته الكاملة على معبر رفح الحدودي، الذي يربط قطاع غزة بجمهورية مصر العربية.