اعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج بدولة فلسطين يدخل حيز التنفيذ

اعترفت إسبانيا وإيرلندا والنرويج، اليوم الثلاثاء، رسمياً بدولة فلسطين، رغم رد الفعل الغاضب من إسرائيل التي تجد نفسها منعزلة على نحو متزايد بعد 7 أشهر من اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وقال رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، في كلمة تلفزيونية، الثلاثاء: "إسبانيا ستعترف بدولة فلسطينية تشمل قطاع غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية. لن نعترف بأي تغييرات على حدود 1967 ما لم تتفق عليها جميع الأطراف".
وشدد سانشيز على أن الاعتراف "ضروري لتحقيق السلام" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فضلاً عن كونه "مسألة عدالة تاريخية".
وقال سانشيز أمام الكونغرس إنه اتخذ هذا القرار "من أجل السلام والعدالة والتماسك وتنفيذا لولاية البرلمان، الذي وافق في عام 2014 على اقتراح غير قانوني يحث على هذا الاعتراف"، مشددا على أن "هذا الاعتراف ليس النهاية إنه مجرد البداية".
وأكد أن "اعتماد القرار يتماشى مع القرارات الأممية وغير موجه ضد أي طرف، وهو خطوة تاريخية تتيح للفلسطينيين والإسرائيليين تحقيق السلام"، مبينا "أننا لا نعترف بالتغييرات التي قامت بها إسرائيل بعد عام 1967 دون اتفاق الإسرائيليين والفلسطينيين".
وشدد على أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإحلال السلام بالمنطقة"، مضيفا: "سنستمر في تقديم الدعم لفلسطين وندعو إلى مؤتمر دولي للسلام لتنفيذ حل الدولتين".
ولفت إلى أن "الأولوية الآن لوضع حد للأزمة غير المسبوقة في غزة وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح المختطفين"، مؤكدا "أننا ملتزمون بالأمن في المنطقة وسنعمل مع الدول العربية على عقد مؤتمر للسلام". فيما تجتمع الحكومة الإيرلندية قبل ظهر الثلاثاء، في وقت رفعت النرويج مذكرة شفهية إلى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى تنص على دخول هذا القرار حيز التنفيذ اعتباراً من الثلاثاء.
ورغم رمزية الإعلان، تأمل الدول الثلاث، في أن يكسب زخماً يدفع دولا أخرى في الاتحاد الأوروبي إلى الاقتداء بها، إذ ترى مدريد ودبلن وأوسلو قرارها، وسيلة لتسريع الجهود الرامية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في حرب إسرائيل في قطاع غزة.
وإسبانيا وإيرلندا من الدول الأعضاء الأكبر والأكثر نفوذاً التي تتخذ قرار الاعتراف بدولة فلسطينية في التكتل المكون من 27 بلداً، وتنضما بذلك إلى السويد وقبرص والمجر والتشيك وبولندا وسلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا.
وتشدد هذه الدول على الدور الذي اطلعت به إسبانيا والنرويج في عملية السلام في الشرق الأوسط في تسعينيات القرن الماضي، فقد استضافت مدريد مؤتمراً للسلام في العام 1991 قبل سنتين على اتفاقات "أوسلو" في العام 1993.
وتعترف نحو 144 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 بدولة فلسطينية، بما في ذلك معظم دول الجنوب العالمي وروسيا والصين والهند.
اختلافات أوروبية
واعترفت الدول الثلاث، بدولة فلسطينية يتم ترسيم حدودها على ما كانت عليه قبل عام 1967 على أن تكون القدس عاصمة للدولتين، ومن المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى رفع مستوى البروتوكولات الدبلوماسية، لتصبح مكاتب تمثيل تلك الدول في الضفة الغربية سفارات كاملة.
في حين ردت إسرائيل، بسحب سفرائها من مدريد وأوسلو ودبلن، واستدعت سفراء الدول الثلاث لمشاهدة مقاطع فيديو تظهر مقاتلي "حماس" وهم يحتجزون مجندات.
وأعلنت سلوفينيا أيضاً أنها بصدد الاعتراف بدولة فلسطين، إلا أن المسألة تثير اختلافات عميقة داخل الاتحاد الأوروبي. وترى دول أعضاء أخرى مثل فرنسا، أن الوقت غير مؤات راهناً، أما ألمانيا فلا تفكر باعتراف كهذا إلا بنتيجة مفاوضات بين الطرفين.
وحتى الآن كانت السويد الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي اعترف بدولة فلسطين في عام 2014، أما التشيك والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا وقبرص فكانت قد اعترفت بها قبل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
غضب إسرائيلي
وأثار قرار مدريد ودبلن وأوسلو الأسبوع الماضي، غضب إسرائيل، إذ تصاعد التوتر بشكل مطرد في الأيام الأخيرة.
واتخذ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الاثنين "إجراءات عقابية" حيال القنصلية الإسبانية في القدس التي أمرها بوقف تقديم الخدمات القنصلية للفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة، اعتباراً من الأول من يونيو المقبل.
وقال: "لن نقبل المساس بسيادة إسرائيل وأمنها"، مؤكداً أن "كل من يمنح مكافأة لحماس، ويحاول إقامة دولة فلسطينية إرهابية لن يكون على اتصال بالفلسطينيين".