ارتفعت حصيلة حريق اندلع في مبنى يؤوي نحو 200 عامل بمنطقة مكتظة بالعمال الأجانب في الكويت، إلى 49 قتيلاً، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية الأربعاء.
وقالت وزارة الداخلية في بيان "ارتفاع عدد الوفيات من جراء حريق المبنى العمالي في منطقة المنقف إلى 49 حالة".
وبعث أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح اليوم الأربعاء ببرقيات تعاز لأسر ضحايا حريق مبنى عمالي في منطقة المنقف عبر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بضحايا حادث الحريق المؤسف والذي أسفر عن وفاة وإصابة العشرات. وفق وكالة النباء الرسمية "كونا.
وأعرب الشيخ مشعل عن بالغ تأثره ومشاركة ذويهم أحزانهم وآلامهم بهذا المصاب الجلل سائلا سموه المولى تعالى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جناته وأن يلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء وأن يمن بالشفاء العاجل للمصابين.
هذا وقد وجه المسؤولين بالمتابعة الفورية للوقوف على أسباب اندلاع هذا الحريق ومحاسبة المسؤولين عن حدوثه حتى لا يتكرر مثل هذا الحادث المؤسف مستقبلا لا قدر الله.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال الشيخ فهد اليوسف سعود الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي إن حريقا اندلع في مبنى يسكن فيه عمال في مدينة المنقف جنوب الكويت في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء ما أدى إلى مقتل 41 على الأقل.
وجاءت تصريحات نائب رئيس مجلس الوزراء خلال تفقده موقع الحريق.
واتهم نائب رئيس الوزراء أصحاب العقارات بارتكاب مخالفات والجشع، قائلا إن تلك العوامل ساهمت في اندلاع الحريق.
وقال الشيخ فهد، وهو أيضا وزير الداخلية والدفاع "مع الأسف طمع أصحاب العقارات هو اللي يؤدي إلى ها الأمور هاذي. وأنا ها الحين بكلم مدير البلدية.. من الحين أنا أتكلم حق أصحاب العقارات كلها.. من باكر أي مخالفة عقارية راح تنزال باكر الصبح.. يعني راح يزيلها صاحب العقار من نفسه أو أعطي تعليمات للبلدية من باكر يزيلوها".
وتابع قائلا "مع الأسف كان فيه إهمال من تجار العقارات علشان يعملون مخالفات وهذه نتيجة المخالفات اليوم 41 واحد متوفي سبب شنو؟ السبب تجار العقارات مع الأسف".
وخلال زيارته لمكان الحادثة، أعلن الشيخ فهد اليوسف التحفظ على صاحب العقار الذي نشب فيه الحريق للتحقيق في أي تقصير أو إهمال.
وأظهرت صور من مكان الحريق السخام الأسود وهو يغطي السطح الخارجي للمبنى المكون من ستة طوابق والذي كان يسكنه 196 عاملاً، وفقاً للمعلومات التي قدمها صاحب العمل لوزير الداخلية.
وتستقبل الكويت الغنية بالنفط أعداداً كبيرة من العمال الأجانب، الكثير منهم من جنوب وجنوب شرق آسيا، ويعمل معظمهم في قطاع البناء أو الخدمات.
وأوضح اللواء عيد راشد حمد أن بلاغا وصل إلى السلطات بالواقعة في الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (03:00 بتوقيت غرينيتش).
وذكر ضابط كبير آخر في الشرطة للتلفزيون الرسمي "الحريق شب في عمارة كانت تستخدم في سكن العمال ووجود عمال بشكل كبير في هذه العمارة. تم إنقاذ عشرات العمال منهم لكن للأسف هناك وفيات كثيرة نتيجة استنشاق الدخان وأيضا هناك مصابين بعدد كبير تم إرسالهم لمستشفيات لإجراء اللازم معهم".
وتابع قائلا "دائما ننبه ونحذر من استخدام العمارات لسكن العمال وسكن بشكل كبير في هذه العمارات... ووجود عدد كبير في الأدوار وفي ممرات الهروب مما ادى لاختناقهم وصعوبة خروجهم لخارج المبنى".
ولم يتم الإعلان عن جنسيات الضحايا، لكن السفير الهندي قال في اتصال مع وكالة فرانس برس، إنه كان في المستشفى لزيارة الناجين.
وكتب وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار عبر حسابه على منصة "إكس" أنه "صدم بشدة من الأخبار" وقدّم "أعمق تعازيه لأسر الذين فقدوا حياتهم بشكل مأساوي".
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في بيان أنها تعاملت مع "43 إصابة حتى الآن" توزعت على مستشفيات عدة.
وأكدت أن سائر الفرق الطبية تبذل كافة جهودها اللازمة لتقديم الرعاية والعناية الفائقة والعاجلة للمصابين، لافتة إلى أنها "تتابع عن كثب حالة المصابين وتنسق مع المستشفيات والجهات المعنية في البلاد لتوفير كافة الاحتياجات الضرورية، ولضمان تقديم أفضل الخدمات العلاجية".
وأضافت أنه تم تشكيل فرق طبية متخصصة لمتابعة حالات المصابين وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم ولذويهم.
من جانبه، أوضح التلفزيون الكويتي أنه تمت السيطرة على الحريق الذي وقع في المبنى المكون من 6 طوابق. وذكرت مصادر أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن "سوء تخزين" في الطابق الأرضي للبناية أدى إلى تفاقم الحريق.
ويعدّ هذا الحريق من أسوأ الحرائق التي شهدتها الكويت التي تقع عند الحدود مع العراق والسعودية، والتي تضم نحو سبعة بالمئة من احتياطيات النفط العالمية.
وتأتي هذه الحادثة فيما تعيش الكويت أزمة سياسية أدت إلى إعلان الأمير مؤخراً حلّ البرلمان وتعليق العمل بمواد دستورية.
وكانت الكويت شهدت في العام 2009 حريقاً أودى بحياة أكثر من 50 شخصاً، بعدما أضرمت امرأة النار في خيمة عرس زوجها في منطقة العيون بمحافظة الجهراء.
وأقدمت حينها نصرة العنزي على إلقاء البنزين على الخيمة وأشعلت فيها النار بينما كان الناس يحتفلون في الداخل.
وتم إعدامها شنقاً في العام 2017 بسبب الجريمة التي كان من بين ضحاياها الكثير من النساء والأطفال