حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله اليوم الأربعاء قبرص من مغبّة فتح مطاراتها وقواعدها أمام إسرائيل لشنّ هجوم على لبنان، مهدداً بأن ذلك سيجعلها "جزءاً من الحرب".
وكشف نصرالله عن معلومات تلقاها الحزب تفيد بأن إسرائيل التي تجري سنوياً مناورات في قبرص، قد تستخدم المطارات والقواعد القبرصية لمهاجمة لبنان، في حال استهداف حزب الله للمطارات الإسرائيلية.
وقال نصرالله في كلمة ألقاها خلال تأبين قيادي بارز في صفوف حزبه، قضى الأسبوع الماضي بنيران إسرائيلية، "فتح المطارات والقواعد القبرصية للعدو الإسرائيلي لاستهداف لبنان يعني أن الحكومة القبرصية جزء من الحرب وستتعاطى معها المقاومة على أنها جزء من الحرب".
وتربط قبرص، الجزيرة الصغيرة الواقعة في البحر الأبيض المتوسط، علاقات وثيقة بكلّ من لبنان وإسرائيل، كما أنها تبعد حوالي 200 كلم عن لبنان و340 كيلومتراً عن إسرائيل. ولا تزال بريطانيا تملك سيادة على قاعدتين في قبرص التي كانت مستعمرة لها بناء على اتفاقات منحت الجزيرة استقلالها في العام 1960.
هذا وحذّر نصرالله من أن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ مقاتليه، في حال اندلاع حرب.
وجاءت مواقف نصرالله غداة إعلان الجيش الإسرائيلي "الموافقة" على خطط عملياتية لهجوم في لبنان، وتوعّد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء بالقضاء على حزب الله في حال اندلاع "حرب شاملة"، على وقع استمرار التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وأعقبت مواقف نصرالله كذلك زيارة أجراها المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت الثلاثاء، سبقها وتلاها لقاءات عقدها مع مسؤولين إسرائيليين، شدد خلالها على أن إنهاء النزاع بين حزب الله وإسرائيل بطريقة دبلوماسية وبسرعة هو أمر "ملح".
وشدد نصرالله على أن "هناك خشية حقيقية" لدى إسرائيل من أن يقوم حزب الله "باقتحام الجليل"، مضيفاً: "هذا احتمال يبقى قائماً وحاضراً في إطار أي حرب قد تُفرض على لبنان".
وأكد زعيم حزب الله جهوزية حزبه، لناحية العتيد والعتاد. وشدد نصرالله على أن حزبه قاتل "بجزء" من سلاحه حتى اللحظة، مؤكداً "حصلنا على أسلحة جديدة"، من دون أن يكشف نوعها.
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي. وشهد الأسبوع الماضي تصعيداً من الجانبين أعقب استهداف إسرائيل لطالب عبدالله، الذي يعد القيادي الأبرز الذي يقتل منذ بدء التصعيد عبر الحدود.
وأسفر التصعيد عن مقتل 478 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 312 مقاتلاً على الأقلّ من حزب الله و93 مدنياً على الأقل. وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.