قبل يومين، من انتخابات الرئاسة في إيران، أعلن المرشح الرئاسي الإيراني أمير حسين غازي زاده، سحب ترشيحه دون أن يعلن دعمه لمرشح آخر.
وبحسب مراسل وکالة مهر، فإن أمير حسين غازي زاده هاشمي أحد المرشحین الستة بالانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة، أعلن انسحابه من الاستحقاق الرئاسي.
وتجري إيران انتخابات رئاسية في 28 ينيو/زيران الجاري، لاختيار خليفة للرئيس إبراهيم رئيسي، المحافظ المتشدد الذي لقي مصرعه الشهر الماضي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر.
وفي حين أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي له الكلمة الأخيرة في جميع القرارات السياسية الرئيسية في إيران، فإن الرئاسة هي التي تحدد الأجندة المحلية، وبدرجة أقل يمكنها التأثير على السياسة الخارجية.
فمن هو أمير-حسين غازي زاده؟
أمير-حسين غازي زاده-هاشمي (53 عامًا) من المحافظين المتشددين ومدافع شرس عن الحكومة الحالية.
شغل الطبيب المولود في 14 أبريل/نيسان 1971 منصب نائب رئيس في عهد رئيسي ويدير حاليًا مؤسسة الشهداء والمحاربين القدامى بعدما كان نائبًا عن مدينة مشهد لأربع ولايات متتالية.
ترشّح للانتخابات الرئاسية في العام 2021 وحصل على نحو 3,5% من الأصوات.
لكن من الأوفر حظا؟
يعد المرشح الأوفر حظا هو المحافظ محمد باقر قاليباف، القائد السابق لفيلق الحرس الثوري الإسلامي وعمدة طهران السابق، الذي يشغل الآن منصب رئيس البرلمان. وقاليباف هو شخصية قوية تربطه علاقات وثيقة بخامنئي.
وقال نافيد فروخي، 45 عاما، رجل أعمال وصاحب أعمال من طهران وعضو في المجلس الاستشاري لغرفة التجارة الإيرانية، إنه يدعم قاليباف بسبب خبرته الإدارية التي تمتد لعقود وتعاملاته مع رؤوس الأموال الأجنبية بصفته رئيسا للبلدية، مشيرا إلى أنه لا يهتم باتهامات الفساد.
علي، 42 عاما، مهندس من طهران طلب عدم كشف هويته، قال في مقابلة إنه كان يستعد للدكتور بيزشكيان ويفكر في التصويت له، مضيفا: اعتقدت أنني لن أصوت لأي شخص في هذه الجولة من الانتخابات، لكن بيزشكيان شخصية مثيرة للاهتمام، لقد كان صريحا ومباشرا في آرائه ولم تكن لديه بقع في مسيرته السياسية».
والمرشحون المحافظون الأربعة الآخرون هم سعيد جليلي، وهو متشدد للغاية شغل مناصب عليا، بما في ذلك منصب كبير المفاوضين النوويين، وأمير حسين غازي زاده هاشمي، نائب الرئيس في إدارة رئيسي الذي انسحب لتوه، وعلي رضا زاكاني عمدة طهران الحالي، ومصطفى بور محمدي، رجل الدين الوحيد الذي شغل منصب مدير مكافحة التجسس في وزارة المخابرات ووزير العدل.
وقد سعى قاليباف إلى إثبات قدرته على تحسين كفاءة الحكومة، واشتكى خلال مناقشة متلفزة على مائدة مستديرة من أن ما لا يقل عن 30% من إجمالي عائدات النفط يضيع في التهرب من العقوبات، وهو رقم مرتفع غير مقبول، على حد قوله «نتيجة لكونك غير مطلع وغير كفء وغير حكيم».
انتقادات نادرة
وفي الحملات السياسية الماضية هاجم المحافظون والإصلاحيون منافسيهم، لكن المحافظين ظلوا عادة ضمن حدود أيديولوجية صارمة حالت دون شن هجمات على النظام.
وفي حين أن الانتقادات القاسية لهذه الحملة قد تكون متوقعة من المرشح الإصلاحي، فإن قدومها من المحافظين قد أذهل بعض الإيرانيين، ويقول المحللون إن هذا قد يكون هو الهدف.
ويعد إقبال الناخبين مؤشرا مهما للحكومة، ومقياسا لدعمها وشرعيتها. وإلى حد ما تعكس المناقشات الانقسامات الحقيقية داخل الصف السياسي والإحباط العام، حتى بين المسؤولين، إزاء المشاكل التي تعاني منها البلاد.