اصطدم الجيش الإسرائيلي بحي الشجاعية في قطاع غزة للمرة الثالثة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكانت الشجاعية من أولى المناطق في قطاع غزة التي تعرضت لقصف إسرائيلي جوي ومدفعي كثيف في بداية الحرب.
وفي مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي اجتاحها الجيش الإسرائيلي بريا لأكثر من شهر، وفي حينه قال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري "الشجاعية هي منطقة حرب مليئة بالمسلحين، مليئة بالعبوات الناسفة والأسلحة".
وعاد الجيش الإسرائيلي مجددا في يناير/كانون الأول قبل أن يعود لاجتياحها يوم أمس الخميس.
ولكن الجيش الإسرائيلي عاد، الخميس، لاجتياحها من خلال الفرقة 98 بالجيش الإسرائيلي.
وقد عرف عن هذه الفرقة عمليات التدمير الكبيرة التي تحدثها، كما جرى في مستشفى الشفاء وحي الزيتون وحي جباليا وخان يونس.
والشجاعية، شرق مدينة غزة، قريبة نسبيا من الحدود مع إسرائيل في شمال القطاع.
وقال نير دفوري، المحلل العسكري الإسرائيلي بالقناة الإخبارية 12 الإسرائيلية، الجمعة "العملية المفاجئة في الشجاعية تشبه عمليات الجيش الإسرائيلي في حي الزيتون وجباليا".
وأشار إلى أن العملية تأتي بعد أن شرعت "حماس" بإعادة بسط سيطرتها على المنطقة.
والمشترك ما بين العمليات العسكرية في هذه المناطق وما يجري في الشجاعية هو أن الجيش الإسرائيلي ينسحب منها، ثم ما تلبث أن تعيد حركة "حماس" التموضع عسكريا فيها.
ووصف المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية آفي أشكنازي العملية في الشجاعية بأنها كانت "مفاجئة"، وقال "غادر الآلاف من سكان غزة حي الشجاعية يوم الخميس، بسبب الهجمات والنشاط العسكري هناك".
وأضاف "أفادت التقارير بأن هناك قصفا مدفعيا مستمرا ومكثفا على الحي، إلى جانب نيران المروحيات، شرق مدينة غزة".
"جز العشب"
وبدوره كتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هارئيل "إن القتال في رفح محدود، حيث أرسلت حماس عدداً قليلاً من الأفراد المسلحين، من أجل الحفاظ على قواتها استعداداً للاستيلاء المتجدد على قطاع غزة الذي تخطط له بعد انسحاب إسرائيل".
وأضاف: "في غضون ذلك بدأت غارة جديدة، الخميس، على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وهو موقع يعج بالمعارك والضحايا والدمار منذ الأشهر الأولى من الحرب".
وتابع: "ويبدو أن هذا جزء من أسلوب "جز العشب"، الذي يهدف إلى إحباط محاولات حماس لزرع بنى تحتية جديدة في المناطق التي كان الجيش الإسرائيلي قد أخلاها بالفعل".
وأردف: "في نهاية الأسبوع الماضي تعرض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري لانتقادات لاذعة من اليمين عندما تجرأ على القول، في مقابلة مع القناة 13 الإخبارية، إن "حماس فكرة" لا يمكن اقتلاعها بالكامل. وبعد بضعة أيام فقط قال مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي الشيء نفسه في مؤتمر هرتسليا السنوي حول الأمن".
ماذا يقول الجيش الإسرائيلي؟
في بيانه عن العملية، قال الجيش الإسرائيلي "بدأت قوات الفرقة 98 في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة عملية عسكرية واسعة النطاق في منطقة الشجاعية، فوق وتحت الأرض بشكل متزامن، جاء ذلك بناء على معلومات استخباراتية تشير إلى وجود مسلحين وبنية تحتية إرهابية في المنطقة".
وأضاف: "بدأت قوات اللواء 7 بعملية مركزة في وضح النهار في منطقة الشجاعية، خلال ساعات الليلة بدأت قوات المظليين العمل وداهمت البنية التحتية المعادية في المنطقة".
وأشار إلى أنه "بالتزامن مع دخول القوات هاجمت الطائرات التابعة لسلاح الجو عشرات البنى التحتية التابعة لمنظمة حماس".
معضلة اليوم التالي
تعكس العمليات العسكرية الإسرائيلية المتكررة في قطاع غزة معضلة الجيش الإسرائيلي مع المستوى السياسي.
ويقول محللون عسكريون إسرائيليون إنه فور خروج الجيش الإسرائيلي من المدن والأحياء فإن حركة "حماس" تعيد على الفور تنظيم نفسها وبسط سيطرتها.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه على المستوى السياسي أن يقرر من سيتولى المسؤولية عن الأحياء وعن المدن والبلدات والمخيمات فور إنهاء الجيش عملياته.
ولكن حتى الآن فإن الموقف الرسمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو "لا حماس ولا فتح".