تحتفل مصر غداً (الأحد) بالذكرى الـ11 لثورة 30 يونيو، التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان المصنفة «إرهابية» بعدد كبير من الدول الإقليمية والعالمية، واعتادت عناصر الجماعة بالتزامن مع تلك الذكرى القيام بفبركة عدد من الأخبار الكاذبة عبر منابرها الإعلامية، بعد فشلها في حشد المواطنين للقيام بالمظاهرات الاحتجاجية، ومن ضمن تلك الأخبار وجود مزاعم بحالات صحية خطرة لعدد من نزلاء الإصلاح والتأهيل، وهو أمر نفته وزارة الداخلية خلال الساعات الماضية، متهمة «الإخوان» بالتخطيط لمحاولة إثارة البلبلة بعد أن فقدت مصداقيتها بأوساط الرأي العام.
ونفت وزارة السياحة والآثار المصرية اليوم (السبت) وجود تحذيرات من قبل إنجلترا وأمريكا من السفر إلى مصر، مؤكدة عدم صحة ما تردد في هذا الشأن وأنه لا يوجد أي تغيير جديد في نصائح سفر مواطني أي من الدولتين إلى مصر.
وناشدت الوزارة وسائل الإعلام المصرية بعدم الانجرار وراء الشائعات وتحري الدقة والموضوعية والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، تؤدي إلى إثارة البلبلة.
ويرى الكثير من المراقبين في مصر أن الثورة الشعبية التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان أنقذت مصر وشعبها من مخاطر التفكك في ظل سياسة الاستقطاب التي نفذتها الجماعة خلال فترة حكمها، فضلا عن محاولات انتزاع مصر من هويتها الثقافية والحضارية، والمحاولات المستميتة لأخونة مؤسسات الدولة، واصفين ثورة 30 يونيو بأنها «ثورة الإنقاذ» التي أعادت البلاد للطريق الصحيح، وساهمت في حمايتها من الانهيار والتفكك.
واعتبر الخبير الاستراتيجي المفكر السياسي اللواء سمير فرج أن ثورة 30 يونيو أنقذت الدولة المصرية من الإرهاب والحرب الأهلية، وأن تلك الثورة تصدت بكل قوة لـ«أخونة الدولة» وستبقى الثورة الشعبية الأولى في تاريخ مصر، لدحر وإنهاء حكم جماعة الإخوان الإرهابية وبدء صفحة جديدة في تاريخ البلاد.
وأشار إلى أن الجماعة حاولت بكل قوة السيطرة على مفاصل الدولة عبر محاصرة القضاء وإصدار الإعلان الدستوري الذي منح وقتها الرئيس الإخواني صلاحيات هائلة، وحصن قراراته من الطعن ومكن لنفسه التدخل في شؤون القضاء بالمخالفة للقانون، بجانب كوارث أخرى عجلت بتكاتف الشعب المصري ليثور ضد الجماعة الإرهابية ويسقط حكم المرشد، وعودة مصر من جديد إلى حضن العرب، بعد محاولة اختطافها إلى المجهول في دوامة حرب أهلية لا يعلم نهايتها إلا الله.
وأوضح فرج لـ«عكاظ» أن القضاء على حكم الإخوان في مصر كان سبباً في إنهاء جماعة الإخوان بعدد من الدول الإقليمية، بل والاتجاه إلى تصنيفها «إرهابية» وتضييق الخناق على وجودها عالمياً لخطرها على الأمن القومي، مشيراً إلى أن الشعب والجيش والشرطة وجميع مؤسسات الدولة المصرية رسموا خارطة طريق لإنقاذ بلادهم من احتلال جماعة الإخوان لتعود مصر من بعدها لدورها الحقيقي تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية.