وافقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بشكل مبدئي، على مقترح تدعمه الولايات المتحدة، بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على مراحل، متخلية عن مطلب رئيسي يتمثل في تعهّد إسرائيل مسبقا بإنهاء كامل للحرب، حسبما ذكر مسؤولان في حركة حماس ومصر يوم السبت.
وذكر مسؤول في حماس لــ"أسوشيتد برس" أن موافقة الحركة جاءت بعدما تلقت "تعهدات وضمانات شفهية" من الوسطاء بأن الحرب لن تستأنف. وعلى نحو مفاجئ، أعلنت حركة حماس، قبل أيام، مناقشتها أفكاراً جديدة مع الوسيطين القطري والمصري، للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي بعد فشل المحاولات السابقة.
وجاء الإعلان في غياب تسريبات أو إشارات كالتي كانت تشيع في محاولات التوصل إلى صفقة، باستثناء ما أعلنه القيادي في الحركة أسامة حمدان في مؤتمره الصحفي في بيروت أخيرا عن تلقّي "حماس" عرضاً جديداً في 24 يونيو/حزيران الماضي لم يحمل جديداً.
وقال المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة تكتم هويتيهما لمناقشتهما مفاوضات جارية، إن اتفاق واشنطن المرحلي سيتضمن أولا وقفا "شاملا وكاملا" للحرب على غزة لمدة 6 أسابيع، يشهد إطلاق سراح عدد من المحتجزين، بمن فيهم النساء والمسنون والمصابون، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
وأضاف المسؤولان أنه خلال هذه الفترة، ستنسحب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان في غزة وتسمح بعودة النازحين إلى ديارهم في شمال القطاع. كما صرح المسؤولان أنه خلال نفس الفترة، ستتفاوض حماس وإسرائيل والوسطاء أيضا على شروط المرحلة الثانية التي قد تشهد إطلاق سراح المحتجزين الذكور المتبقين، من مدنيين وجنود.
وفي المقابل، تطلق إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين إضافيين.
أما المرحلة الثالثة، فتشهد عودة أي محتجزين متبقين وجثث الرهائن، وبدء مشروع إعادة الإعمار الذي يقدّر أنه سيستغرق سنوات.
وقال المسؤولان إن حماس لا تزال تريد "ضمانات مكتوبة" من الوسطاء بأن إسرائيل سوف تواصل التفاوض على اتفاق وقف إطلاق نار دائم بمجرد دخول المرحلة الأولى حيز التنفيذ.
وذكر مسؤول حماس لـ"أسوشييتد برس" أن موافقة الحركة جاءت بعدما تلقت "تعهدات وضمانات شفهية" من الوسطاء بأن الحرب لن تستأنف، وأن المفاوضات سوف تستمر لحين التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. وأضاف: "الآن، نحن نريد ضمانات مكتوبة".
وتعثرت محادثات وقف إطلاق النار المتقطعة منذ أشهر بسبب مطالبة حماس بأن يتضمن أي اتفاق إنهاء كاملا للحرب. وأعربت حماس في السابق عن مخاوفها من أن إسرائيل قد تستأنف الحرب بعد إطلاق سراح المحتجزين. وبالمثل، عبّر مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من إطالة حماس أمد المحادثات ووقف إطلاق النار المبدئي إلى أجل غير مسمى، من دون إطلاق سراح جميع المحتجزين.
ولم يرد مكتب نتنياهو على طلبنا بالتعليق، ولم يصدر تعليق فوري من واشنطن. وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال، في بيان صدر بعد عودة رئيس الموساد ديفيد برنيع من الدوحة أمس الجمعة، إن وفداً إسرائيلياً سيعود الأسبوع المقبل إلى الدوحة لمواصلة المفاوضات، مشيراً إلى أنه "لا تزال هناك فجوات بين الطرفين".
وذكر موقع "والا" العبري أن برنيع أبلغ الوسطاء القطريين رفض طلب حماس التزاماً خطياً باستمرار مفاوضات "المرحلة 2" بلا قيد زمني.
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن طلب الالتزام الخطي يشكل العقبة الأخيرة قبل بدء المفاوضات الخاصة بصفقة المحتجزين.
ووصل الوفد الإسرائيلي، الجمعة، إلى قطر في مسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، على وقع قصف عنيف يستهدف عدة مناطق في القطاع ووسط مواصلة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تهديداته بتحقيق كل أهداف الحرب.
وطلب نتنياهو، الخميس، من رئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع التوجه إلى العاصمة القطرية بعد طرح حركة حماس "أفكاراً" جديدة لوضع حد للحرب.