أفرجت روسيا وأوكرانيا عن 190 أسير حرب في المجموع في صفقة تبادل جديدة هي السادسة التي تتوسط فيها دولة الإمارات بعد أقل من شهر على صفقة مماثلة، حسبما أعلن مسؤولون في موسكو وكييف الأربعاء.
وتشير الصفقة الجديدة إلى الدور الدبلوماسي الإماراتي الحيوي في إدارة الجانب الإنساني لأسوأ أزمة تشهدها شرق أوروبا، بينما تقف أبوظبي على مسافة واحدة من طرفي الحرب مع استمرارها في الدفع نحو حل الأزمة بالحوار.
وتركز الدبلوماسية الإماراتية على تعزيز الحوار والتعايش السلمي والعمل على إرساء الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ضمن مقاربة شاملة تُقدم التنمية المستدامة والرفاه للشعوب بديلا للنزاعات.
وليست هذه المرة الأولى التي تتوسط فيها الإمارات في صفقة تبادل للأسرى بين طرفي الحرب، فيما يعود نجاح وساطتها إلى العلاقات الوثيقة التي تقيمها مع كل من روسيا وأوكرانيا.
وتقيم هذه النجاحات الدليل على الثقة التي تتمتع بها في فض النزاعات الإقليمية والدولية بينما تسير بخطى ثابتة في الدفع لبناء علاقات دولية وإقليمية أكثر توازنا تقدم الدبلوماسية والحوار بديلا للتصعيد والحلول العسكرية.
وأعلنت أبوظبي "نجاح جهود وساطة قامت بها بين جمهوريتي روسيا الاتحادية وأوكرانيا في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 190 أسيرا مناصفة بين الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 1558".
وأكد بيان لوزارة الخارجية الإماراتية أنّ "الوساطة الجديدة - وهي السادسة من نوعها منذ بداية العام 2024 - تجسد علاقات الصداقة والشراكة التي تجمع دولة الإمارات بالبلدين"، مشددة على أن "الحوار وخفض الصعيد السبيل الوحيد لحل الأزمة، ما سيسهم في التخفيف من الآثار الإنسانية الناجمة عنها".
وقد أُفرج عن آلاف من أسرى الحرب في أكثر من 50 عملية تبادل منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، وهي من المسائل القليلة التي تمكن الطرفان من إبرام صفقات بشأنها منذ الغزو الروسي المستمر.
وأكد كل من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزارة الدفاع الروسية الأربعاء الإفراج عن 95 من جنود كل طرف. وقال زيلينسكي في منشور على تلغرام "نستمر في إعادة مواطنينا إلى الديار. أُفرج عن 95 مدافعا آخرين كانوا أسرى في روسيا"، مضيفا أن دولة الإمارات العربية المتحدة توسطت في عملية التبادل.
وقالت وزارة الدفاع الروسية على تلغرام "في ختام عملية مفاوضات، عاد 95 عسكريا روسيا كانوا يواجهون خطر الموت في الاحتجاز، من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف".
ونشرت مشاهد للجنود المفرج عنهم وكانوا مبتسمين وينشدون "المجد لروسيا" لدى نقلهم بحافلة إلى موقع لم يكشف عنه
كما نشرت مفوضة حقوق الإنسان الروسية تاتيانا موسكالكوفا مقطعا مصورا قال فيه الجنود في مقابلة مع مسؤولين روس، إنهم بخير ولا يشكون من أي مشكلات صحية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو أن 1348 جنديا روسيا هم أسرى في أوكرانيا وبأن روسيا تحتجز 6465 أسير حرب أوكرانيا.
وجرت صفقات تبادل متفرقة خلال النزاع، ففي محادثات مباشرة نادرة بين مسؤولين من موسكو وكييف، قالت موسكالكوفا إن مكتبها التقى نظيره الأوكراني في عملية التبادل.
وأول لقاء من هذا النوع حصل خلال عملية تبادل في يونيو الماضي، على ما قال مفوض حقوق الإنسان في أوكرانيا دميترو لوبينتس آنذاك.
وناقش المسؤولون "الإجراءات الإنسانية المشتركة ومنها تلك المتعلقة بجمع العائلات"، وفق موسكالكوفا.
تتهم كييف روسيا بترحيل آلاف الأطفال الأوكرانيين قسرا من مناطق بسطت موسكو سيطرتها عليها، وتسعى لإعادتهم. وتقول موسكو إن الأطفال نُقلوا من أجل حمايتهم. وأعيد العديد منهم في صفقات توسطت في بعضها قطر.