توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتانياهو الاثنين إلى الولايات المتحدة لإلقاء خطاب أمام الكونغرس بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على اندلاع الحرب في قطاع غزة، فيما يشوب توتر العلاقة بين الحليفين بسبب الحرب في غزة. حيث طلب الجيش الإسرائيلي مجددا من الفلسطينيين إخلاء جزء من خان يونس في جنوب القطاع.
ووصف نتانياهو زيارته بأنها “مهمة للغاية” في مرحلة “تشهد حالة من عدم اليقين السياسي الكبير” في إشارة إلى إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي.
وتواجه إسرائيل ضغوطا أميركية بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حربها المستمرة مع حركة حماس في قطاع غزة.
وقال نتانياهو إنه في خطابه أمام الكونغرس سيسعى إلى ترسيخ دعم الحزبين (الرئيسيين في الولايات المتحدة) المهم للغاية لإسرائيل. وأضاف في بيان صادر عن مكتبه قبل دقائق من مغادرته “سأقول لأصدقائي في الجانبين أنه وبغض النظر عمن يختاره الشعب الأميركي رئيسا، فإن إسرائيل ستبقى الحليف القوي الذي لا غنى عنه للولايات المتحدة في الشرق الأوسط”.
ومن المقرر أن يلتقي نتانياهو بايدن للبحث في كيفية تحقيق أهداف إسرائيل في الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر في قطاع غزة.
وأكد نتانياهو “من المهم في وقت الحرب وحالة عدم اليقين هذه أن يعرف أعداء إسرائيل أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان معا اليوم وغدا ودائما”.
ويستمر القتال بلا هوادة في القطاع مع دخول الحرب شهرها العاشر. وطلب الجيش الإسرائيلي الإثنين من الفلسطينيين المتواجدين في الجزء الشرقي من خان يونس جنوب القطاع مغادرتها محذرا بأن قواته “ستشن عمليات قوية” فيه بعد إطلاق صواريخ من منطقة مصنفة “إنسانية”.
وأكد شهود عيان أن المدينة تشهد قصفاً عنيفاً الاثنين، فيما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس سقوط ما لا يقل عن 37 قتيلا وأكثر من 120 جريحا الإثنين، استنادا إلى بيانات مستشفى ناصر في المدينة.
وقال الجيش في بيان “بسبب النشاط الكبير وإطلاق الصواريخ في اتجاه دولة إسرائيل من الجزء الشرقي من المنطقة الإنسانية في قطاع غزة، أصبح البقاء في هذه المنطقة خطرا”. وأضاف “الجيش على وشك القيام بعملية قوية ضد المنظمات الإرهابية، ولذلك يدعو السكان المتبقين في الأحياء الشرقية لمدينة خان يونس إلى الإخلاء موقتا إلى المنطقة الإنسانية المستحدثة في المواصي”.
وتعرضت المواصي مؤخرا لعدة غارات إسرائيلية بينها غارة دامية استهدفت قائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف ونائبه.
ويقول نازحون فلسطينيون إن المنطقة مكتظة. ويؤكد يوسف أبو طعيمة من القرارة في خان يونس أن عائلته توجهت إلى هناك ولكن المنطقة مزدحمة.
وقال “لا يوجد مكان. المنطقة مزدحمة بالناس لا مكان لإقامة خيمة ولا يوجد بيوت ننزل فيها، سنبقى في الشارع وحتى الأرصفة عليها ناس وخيم. مللنا. يكفي تشريد وهجرة”.
أما أحمد البيوك فقال “نزحت للمرة الثالثة، كل مرة تكون أصعب من التي سبقتها. لا بيوت لنا ولا مكان رغم ذلك حاولنا التأقلم والعيش على ركام المنزل. لكن لا نكاد نستقر لأيام حتي يأتي الجيش ويقصف ويشردنا ويدمر اكثر وأكثر”. وتابع “لا نعرف ماذا يريدون منا أن نفعل، إلى أين نذهب؟ كل مكان معرض للقصف”.
وأحدثت حرب غزة المستمرة منذ 7 تشرين الأول/اكتوبر توترا بين إسرائيل وحليفها التاريخي الأميركي. وتندد الولايات المتحدة وحلفاء آخرون بالحصيلة البشرية المرتفعة في الأراضي الفلسطينية.
وقال خبير شؤون الشرق الأوسط في “مجلس العلاقات الخارجية” ستيفن كوك “لم يسبق أن كانت الأجواء مشحونة إلى هذا الحد”، مضيفا “من الواضح أن ثمة توترا في العلاقة، خصوصا بين البيت الأبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي”.
وتكثّفت الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة وأصر نتانياهو على أن تشديد الضغط العسكري وحده هو الذي يمكن أن يحرر الرهائن ويهزم حماس. وقال لجنود في غزة الخميس “هذا الضغط المزدوج لا يؤخر الاتفاق بل يدفعه قدما”.
والإثنين، أعلن منتدى عائلات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة مقتل إثنين منهم خلال احتجازهما لدى حماس. وقال المنتدى في بيان إن ياغيف بوخشتاب (35 عاما) وأليكس دانسنغ (76 عاما) قتلا، وإن مقتلهما يمثل “تذكيرا صارخا بالحاجة الملحة” لإعادة الرهائن.
ورأى الرئيس الأميركي وبعض الوزراء في إسرائيل أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق من خلال الوسطاء قطر ومصر والولايات المتحدة. والأحد، اعلن نتانياهو موافقته على إرسال وفد الخميس المقبل للتفاوض على اتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن في غزة.
لكن مصادر في المقاومة الفلسطينية قالت أن “رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو لم يعط أي تعليمات جديدة للوفد الإسرائيلي المفاوض، بشأن وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل أسرى”.
وقالت المصادر، في تصريح لقناة “الميادين” نشرته على موقعها الإلكتروني الاثنين ، إن ما يصدر عن مكتب نتنياهو من تصريحات “ما هو إلا للتمويه وخداع الرأي العام” في هذا الإطار.