أدان الأزهر الشريف، الأحد، "مشاهد الإساءة للسيد المسيح" في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس، مؤكداً في بيان إلى أن "تصوير السيد المسيح بشكل مسيء لشخصه الكريم، ولمقام النبوة الرَفيع، وبأسلوب همجي طائش، لا يحترم مشاعر المؤمنين بالأديان، وبالأخلاق والقيم الإنسانية الرفيعة، أثار غضباً عالمياً واسعاً".
وخلال الحفل الافتتاحي للأولمبياد، الجمعة، أظهر أحد العروض محاكاةً للوحة "العشاء الأخير" لليوناردو دافنشي (1452-1519)، بمشاركة مجموعة ممثلين، يجسدون دور شخصيات اللوحة الشهيرة التي تعود إلى عصر النهضة، ما أثار انتقادات كثيرة وصفت العرض بأنه "مسيء، ومهين للمعتقدات الدينية".
وأكد الأزهر "رفضه الدائم لكل محاولات المسس بأي نبي من أنبياء الله"، وقال في البيان إن "الأنبياء والرسل هم صفوة خلق الله، اجتباهم وفضلهم على سائرِ خلقه ليحملوا رسالة الخير للعالمين، ويُؤمن الأزهر ومِن خلفِه ما يَقرُب من ملياري مُسلم بأنَّ عيسى عليه السلام هو رسول الله"، معتبراً أن "الإساءة إليه عليه السلام أو إلى أي نبي من إخوانه عليهم السلام؛ عار على مرتكبي هذه الإساءة الشنيعة، ومن يقبلونها".
وحذّر الأزهر، العالَم من "خطورةِ استغلالِ المناسبات العالمية لتطبيع الإساءة للدين، وترويج الأمراض المجتمعيَّة الهدَّامة والمخزية كالشذوذ، والتحول الجنسي".
وتابع البيان "يُنادي (الأزهر) بضرورة الاتحاد للتصدي في وجه هذا التيار المنحرف المتدني، الذي يستهدف إقصاء الدين، وتأليه الشهوات الجنسية الهابطة التي تنشر الأمراض الصحية والأخلاقية، وتفرض نمط حياة حيوانية تنافي الفطرة الإنسانية السليمة، وتستميت في تطبيعه وفرضه على المجتمعات بكل السبل، والوسائل الممكنة، وغير الممكنة".
منظمو الأولمبياد يعتذرون
وفي ضوء المشاعر الغاضبة التي أثارها إعادة تمثيل لوحة العشاء الأخير، سارع منظمو دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس إلى الاعتذار للكاثوليك، ولطوائف مسيحية أخرى، حيث أثارت العرض استياء الكنيسة الكاثوليكية.
وفي مؤتمر صحافي الأحد، قالت إن ديكا المتحدثة باسم أولمبياد باريس 2024: "بالتأكيد لم تكن هناك نية على الإطلاق، لإظهار عدم الاحترام لأي طائفة دينية"، لافتةً إلى أن حفل الافتتاح "حاول الاحتفاء بقيم التسامح".
وأضافت: "نعتقد أن هذه الرغبة تحققت.. وإذا شعر الناس بأي إساءة، فنحن آسفون حقاً".
وبينما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن اعتزازه بنجاح افتتاح الألعاب الأولمبية، مغرداً عبر حسابه في "إكس" بالقول "هذه هي فرنسا"، شنّ سياسيون أوروبيون هجوماً لاذعاً على ما اعتبره مظاهر "ضعف الغرب، وتفككه" في حفل افتتاح أولمبياد باريس.
وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، السبت، إن الحفل الذي أقيم الجمعة على نهر السين، وهدف إلى إظهار التنوع في فرنسا هو "تجسيد للخواء الأخلاقي في الغرب"، وفق تعبيره.
وتابع أوربان: "إنهم يتخلون تدريجياً عن الروابط الروحية والفكرية مع الخالق، والوطن، والأسرة.. مما أدى إلى تدهور القيم الأخلاقية العامة في المجتمع، كما رأيتم إذا شاهدتم حفل افتتاح الأولمبياد".
وفي فرنسا، ارتفعت أصوات أيضاً من أقصى اليمين معربة عن استيائها من العديد من المشاهد، بينما استنكر الأساقفة مشاهد "سخرية واستهزاء بالمسيحية".