بوجه شاحب وجسد منهك، يقف المناضل عبدالكريم عبدالله مصينعي، أحد أبناء مدينة الحوطة، مثالاً للصمود والعزيمة. رغم المرض الذي ينهش جسده، والفقر الذي يحيط به من كل جانب، أصر المصينعي على المشاركة في احتفالات ثورة 14 أكتوبر، تلك الثورة التي كانت منبع نضاله وأمله في مستقبل أفضل لوطنه.
المصينعي، الذي يعاني من ظروف صحية ومادية قاسية، لم يتخلَّ يومًا عن مبادئه الوطنية للجنوب ، ولم يمنعه الألم أو الفقر من التواجد في ساحات الاحتفال بالثورة التي ضحى من أجلها. هذه الروح العظيمة تجسد إخلاصه وتفانيه لوطنه، وترسل رسالة قوية بأن حب الوطن لا يعرف المستحيل.
نوجه اليوم نداءً إلى قيادتنا الرشيدة في المجلس الانتقالي للنظر في حال مثل هؤلاء المناضلين، الذين أفنوا سنوات حياتهم في خدمة هذا الوطن ولم يطلبوا في المقابل سوى الكرامة والرعاية. عبدالكريم مصينعي، وغيره من المناضلين الذين يكابدون الحياة بصمت، بحاجة إلى لفتة كريمة من قيادتنا، لتأمين احتياجاتهم الصحية والمادية، ولرد الجميل لهم وهم في أمسّ الحاجة للدعم والاهتمام.
إن تكريم هؤلاء الأبطال، والاعتراف بتضحياتهم وهم على قيد الحياة، هو أقل واجب يمكن تقديمه لهم مقابل ما قدموه للوطن من جهود وتضحيات تستحق كل التقدير والاحترام.