في حدث أثار جدلاً واسعًا بين الأوساط المحلية، تم افتتاح مقبرة جديدة في منطقة الممدارة بمحافظة عدن، بحضور عدد من المسؤولين، مما أثار تساؤلات حول أولويات المجتمع في ظل الأزمات المتعددة التي تعاني منها البلاد.
الافتتاح الرسمي للمقبرة جاء برعاية الشيخ عبدالرحمن صالح المحرمي نائب رئيس المجلس الرئاسي، والدكتور محمد حسين الوالي مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد في عدن، والدكتور وسام معاوية مدير عام مديرية الشيخ عثمان. وقد نظمت الجمعية الحكمة اليمانية الخيرية – فرع عدن هذا الحدث كجزء من مشروع استصلاح المقبرة، بدعم من وقف ورثة ليلى سالم المطوع تحت إشراف لجنة العالم العربي التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي في الكويت.
يتضمن المشروع تحسين الخدمات المقدمة في المقبرة، حيث تم إنشاء غرفة قيّم، ومغسلة موتى، ومصلى، بالإضافة إلى رفع السور وبئر تعمل بالطاقة الشمسية.
ومع ذلك، أثار هذا الافتتاح ردود فعل قوية على وسائل التواصل الاجتماعي. الناشطة سوزي علوي عبرت عن استيائها في منشور على فيسبوك، حيث اعتبرت أن الاحتفال بافتتاح مقبرة يعكس حالة من اليأس في المجتمع، وكتبت: "عندما يصبح افتتاح مقبرة إنجازًا، أعرف أنك تعيش اللحظات الأخيرة من حياة مجتمع ما،" وأشارت إلى أن الترويج للمقابر يقتل روح الحياة والأمل في الناس.
أما الصحفي فتحي بن لزرق فقد انتقد الاحتفاء بالموت، مشيرًا إلى أن المجتمع بحاجة لمشاريع حيوية وليس لمزيد من المقابر. وكتب: "الشعب يريد أن يعيش، لا أن تحاصروه بالموت من كل جانب."
فيما علق الناشط ماجد بن قاسم على حال المقابر في عدن، مشيرًا إلى امتلائها بالضحايا نتيجة الأزمات المستمرة. وقال: "المقابر في عدن امتلأت بسبب الوضع السيء في البلاد."
أما قاسم عبدربه المنتصر، فقد تساءل عن سبب الإعلان عن افتتاح مقبرة جديدة بينما دول أخرى تحتفل بمشاريع تنموية تخدم المواطنين.
هذا الجدل يعكس حالة من الإحباط العام في المجتمع العدني، حيث يتطلع الناس إلى مشاريع تعزز الحياة بدلاً من الافتتاحات التي تذكرهم بالموت، في ظل الظروف الراهنة، يبدو أن الحاجة إلى الأمل والتغيير أكبر من أي وقت مضى.