الحوثيون يطالبون السعودية بتنفيذ اتفاقات السلام والاعتراف بسلطتهم

اعتبر القيادي في جماعة الحوثي ورئيس ما يُعرف بـ "المجلس السياسي الأعلى" مهدي المشاط أن الضربات الأمريكية التي استهدفت جماعته تأتي ردًا على مواقفهم الداعمة للقضية الفلسطينية، ووصفها بأنها "إسناد للعدو الصهيوني".
وقال المشاط، في خطاب بمناسبة ذكرى بدء التدخل العسكري للتحالف العربي في اليمن، إن "العدوان الأمريكي" ليس إلا امتدادًا لما وصفه بـ "العدوان الخليجي" الذي بدأ في 26 مارس 2015م تحت عمليتي "عاصفة الحزم" و "إعادة الأمل"، معتبرًا أن الجماعة لا تزال في معركة صمود ومواجهة منذ ذلك الحين.
في سياق حديثه عن المستجدات الإقليمية، دعا المشاط السعودية إلى المضي قدمًا في تنفيذ الاتفاقات التي من شأنها تحقيق "السلام الشامل والدائم" في اليمن، مؤكدًا ضرورة التزام الرياض بما أسماه "متطلبات السلام"، والتي حددها في وقف العمليات العسكرية، ورفع الحصار، وسحب القوات الأجنبية من اليمن، بالإضافة إلى معالجة ملفات الأسرى، والتعويضات، وإعادة الإعمار.
وطالب المشاط السعودية، إلى جانب كل من مصر والأردن والعراق، بالاعتراف بسلطة جماعته، والعمل على تعزيز التعاون والتنسيق العربي لمواجهة "الأطماع الصهيونية التوسعية"، وفق تعبيره.
انتقادات للولايات المتحدة واتهامات بالتنسيق مع أطراف متضررة
المشاط لم يوفر في خطابه انتقاداته للولايات المتحدة، متهمًا إياها بمحاولة حماية إسرائيل عبر فرض عقوبات على جماعته وقياداتها، وهي العقوبات التي بدأ تطبيقها مطلع مارس الجاري، وقال إن هذه الإجراءات "لا شرعية لها مطلقًا"، معتبرًا أنها تأتي في إطار محاولات يائسة لدعم تل أبيب.
وكشف عن "تنسيقات جارية" مع أطراف متضررة من العقوبات الأمريكية، مشيرًا إلى أن جماعته تعمل على اتخاذ خطوات من شأنها التأثير على المصالح الأمريكية عالميًا.
ولم تخلُ كلمة المشاط من هجوم مباشر على الولايات المتحدة، حيث وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بـ "الكافر"، معتبرًا أن الضربات الأمريكية لن تثني الحوثيين عن مواقفهم. وأضاف موجهًا حديثه لترامب: "فترتك الرئاسية كلها لن تكفي لإثنائنا، بل حتى ما تبقى من عمرك لن يكون كافيًا"، مؤكدًا أن جماعته مستعدة لمواجهة التحديات "عبر الأجيال".
في الوقت الذي ركز فيه المشاط على انتقاد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، متهمًا إياها بـ"تدمير الاقتصاد والعملة، ونهب مقدرات الشعب، وانعدام الخدمات"، تجاهل الحديث عن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المناطق التي تسيطر عليها جماعته.
ولم يتطرق المشاط إلى الأزمات المعيشية الحادة التي يعاني منها السكان تحت حكم الحوثيين، بما في ذلك تفشي الفساد، وانتشار الجماعات المسلحة، وحرمان الموظفين من رواتبهم، بل اكتفى بتحميل الحكومة الشرعية مسؤولية التدهور الاقتصادي والمعيشي، متعهدًا في الوقت ذاته بـ"تحرير كل شبر من اليمن".
يأتي خطاب المشاط في وقت تشهد فيه الساحة اليمنية تطورات عسكرية وسياسية متسارعة، مع استمرار الضربات الأمريكية على مواقع الحوثيين، وتصاعد الدعوات الدولية لحل سياسي ينهي الصراع المستمر منذ أكثر من تسع سنوات.