في مشهد يفيض بالألم والمعاناة، فارق مواطن يمني الحياة جائعًا، بينما كان طفله الصغير يعتقد أنه نائم، وذلك على أحد أرصفة مدينة إب وسط البلاد.

وثّق مقطع فيديو وصور متداولة لحظة جلوس الطفل "عمار" بجوار جثمان والده، "ياسر البكار"، منتظرًا استيقاظه، غير مدرك أن الجوع قد أنهى حياة والده في معركة البقاء.

وبحسب ناشطين، فإن البكار، الذي ينحدر من عزلة شعب يافع في مديرية ريف إب، كان أبًا لأربعة أطفال، أحدهم "عمار"، الذي لم يكن يدرك أن والده قد فارق الحياة بعد أن أنهكه الجوع خلال بحثه عن لقمة عيش.

هذه القصة، التي لاقت تفاعلًا واسعًا بين اليمنيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عكست حجم المأساة التي يعيشها الملايين تحت وطأة الفقر والانهيار الاقتصادي، خصوصًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مثل محافظة إب.

وكان الناشط اليمني محمود الغيثي قد التقط صورة للطفل ووالده بالمصادفة، قبل أن يدرك لاحقًا أن الرجل قد فارق الحياة. وعندما اقترب الغيثي لفحص النبض، كان الطفل يجلس القرفصاء بجوار والده، غير واعٍ بما جرى.

وكتب الغيثي تعليقًا على المشهد: "كان الطفل مستغربًا من تجمعنا حوله، يحاول إيقاظ والده دون أن يدرك الحقيقة، وكأنه يبحث عن الطمأنينة في وجوده".

وأضاف: "غادر الحياة ولقمة الخبز في فمه، لم يكن جزءًا من زيف السياسة، بل عاش مكافحًا حتى الرمق الأخير، فيما بقي فلذة كبده إلى جواره حتى اللحظة الأخيرة".

من جانبه، علّق الإعلامي اليمني ناصر الشليلي على المشهد بقوله: "لو حدث هذا المشهد في أي مكان آخر، لكان كفيلًا بإثارة غضب الناس وتحريك الضمائر، لكنه وقع في إب، حيث الموت والجوع أصبحا جزءًا من المشهد اليومي".

وأضاف: "رحل الأب جائعًا على قارعة الطريق، ممسكًا بيد طفله الذي ظن أنه نائم، غير مدرك أن هذه اللحظة سترافقه مدى الحياة".