أطفال اليمن.. كيف أصبحوا "رهائن" لدى الحوثيين مقابل كسرة خبز؟

قالت مصادر حقوقية يمنية، إن ميليشيا لجأت إلى ابتزاز الأسر المعسرة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، من خلال ربط المساعدات الإنسانية التي يقدمها المجتمع الدولي، والخدمات العامة، بتسجيل أبنائهم في "الدورات الصيفية" التي تقيمها لتجنيد الأطفال.
وأضافت المصادر أن البرامج الصيفية التي تنظمها ميليشيا الحوثي هذا العام تحت شعار "علم وجهاد"، تشهد تراجعاً ملحوظاً في الإقبال من قبل الأطفال المستهدفين سنوياً بتلك الأنشطة ذات الطابع الطائفي، وسط تصاعد مخاوف الأهالي من تجنيد أبنائهم في صفوف الجماعة، في وقت تواجه فيه الميليشيا ضغوطاً دولية متزايدة.
وبحسب المصادر، يخشى أولياء الأمور من أن تستغل ميليشيا الحوثي شعارات دينية عاطفية، مثل: "نصرة " و"مواجهة أمريكا وإسرائيل"، لتجنيد أبنائهم قسراً، والزج بهم في صفوف مقاتليها، ما يجعلهم عرضة للضربات الأمريكية المتكررة، ووقوداً لحملات التعبئة العسكرية المتصاعدة التي توجهها الميليشيا ضد القوات الحكومية.
وفي هذا السياق، أفاد مكتب وزارة الإعلام في محافظة الحديدة، التابع للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، أن ميليشيا الحوثي تستغل أدوات المجالس المحلية والسلطات التنفيذية التابعة لها لفرض المشاركة في دوراتها الصيفية على أولياء الأمور، مهددة بحرمانهم من الخدمات العامة.
وأوضح المكتب في بيان صدر الأربعاء، أن يربطون حصول المواطنين على المساعدات الإنسانية بتسجيل أطفالهم في تلك الدورات، مستغلين ظروف الفقر، والحاجة التي يعيشها السكان.
كما أشار البيان إلى أن الجماعة تستخدم المنابر الدينية، وخطب الجمعة، كوسائل للترهيب، حيث تُصوَّر معارضة هذه الدورات على أنها خروج عن الدين والهوية، في محاولة لإسكات الأصوات الرافضة لبرامجها الطائفية.
وأشار مكتب الإعلام في الحديدة إلى أن هذه الأنشطة تأتي ضمن "مشروع ممنهج يستهدف تجنيد الأطفال فكرياً، تمهيداً لزجهم في معارك عسكرية"، معتبراً أن ذلك يشكل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية المتعلقة بحقوق الطفل، وتهديداً حقيقياً لمستقبل الأجيال اليمنية الناشئة.
وأضاف البيان أن المراكز الصيفية تبث "أفكاراً دينية مؤدلجة، ومفاهيم عسكرية متطرفة" تسهم في ترسيخ ثقافة العنف والكراهية، وتحوّل الطفولة إلى ضحية لجريمة تربوية وأخلاقية ممنهجة.
ورأى أن هذه الممارسات "حوّلت التعليم إلى أداة للتعبئة الطائفية والسياسية"، تنتج جيلاً مشوّه الوعي، يعاني من اضطرابات نفسية وسلوكية، ويحرم من قيم الانفتاح والتعايش والسلام.
ودعا المكتب الجهات المحلية والدولية، والمنظمات الإنسانية والحقوقية، إلى تحمّل مسؤولياتها، والعمل على رصد وتوثيق الانتهاكات بحق الأطفال، واتخاذ خطوات عاجلة لوقف هذه الممارسات الخطيرة، وحماية الطفولة من مشاريع الاستغلال والتجنيد تحت غطاء ديني زائف.
ومع بداية شهر أبريل/ نيسان الجاري، أطلق الحوثيون برامجهم الصيفية التي تستهدف الأطفال، وسط تحذيرات حكومية من خطورة هذه الأنشطة على عقول الأطفال، لما تحمله من مضامين أيديولوجية تُحوّل الأطفال إلى أدوات للقتل والتدمير المنهجي، في تهديد مباشر للنسيج المجتمعي في البلاد.
وبحسب تقرير حديث لتحالف "ميثاق العدالة من أجل اليمن"، الذي يضم عدداً من المنظمات المحلية، فقد جنّدت ميليشيا الحوثي، منذ العام 2015، وحتى العام الماضي أكثر من 7100 طفل يمني، قُتل منهم ما يزيد على 5500 خلال مشاركتهم في الأعمال القتالية داخل البلاد