في مشهد يعكس حجم المأساة التي يعيشها المواطنون في لحج، دفعت الظروف الاقتصادية الصعبة بصحفي معروف إلى اتخاذ خطوة مؤلمة تجسد مدى انحدار الوضع المعيشي.
اضطر هذا الصحفي، الذي يتحفظ عن ذكر اسمه احتراماً لرغبته، إلى بيع أسطوانة الغاز المنزلي الخاصة بأسرته لتوفير الطعام لأطفاله.
هذه الحادثة المؤلمة ليست مجرد قصة فردية؛ إنها صورة مختزلة لواقع تعيشه آلاف الأسر في لحج التي تعاني من تردي الأوضاع الاقتصادية، وغياب الدعم الحكومي الفاعل، واستمرار ارتفاع الأسعار دون أي حلول تُذكر من السلطة المحلية.
إن اضطرار أحد رجال الكلمة والقلم، المعروف بدفاعه عن حقوق الناس ونقل معاناتهم، إلى بيع أبسط مقومات الحياة اليومية هو دليل صارخ على فشل الحكومة والسلطة المحلية في تلبية احتياجات المواطنين. فالصحفي، الذي يفترض أن يكون صوتاً للحق والمجتمع، وجد نفسه ضحية لنفس الظروف التي يسعى إلى توثيقها.
مع ارتفاع تكلفة المعيشة وغياب الرواتب المنتظمة في قطاعات عديدة، أصبح بيع الممتلكات الشخصية هو الخيار الوحيد للعديد من المواطنين لتأمين لقمة العيش. ومع ذلك، فإن هذا الخيار يحمل معه تنازلات قاسية، حيث تفقد الأسر ما تبقى لها من سبل الاستقرار والكرامة.
هذا الوضع المأساوي يجب أن يكون جرس إنذار للحكومة والسلطة المحلية للعمل بشكل جاد على تحسين الأوضاع الاقتصادية وتوفير حلول ملموسة تخفف من معاناة المواطنين. فاستمرار هذا التدهور لن يؤدي سوى إلى مزيد من الفقر واليأس، ويُهدد بانهيار القيم الاجتماعية التي لطالما صمدت في وجه الأزمات.
رسالة هذا الصحفي واضحة؛ إن لم تستطع السلطات تحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين، فإنها تكون قد فقدت شرعيتها أمام شعبها. فإلى متى سيظل المواطن يدفع ثمن فشل الحكومات وسياساتها؟ وهل ستتحرك الجهات المعنية قبل أن يصبح بيع الغاز أو الطعام أو حتى الكرامة ظاهرة عامة؟!