حورات الرياض بين الحوثيين والسعودية تتجلى في شكلها حورات جدية برعاية عمانية وضوء أخضر دولي ، لكنها تركزت في المُجمل على الملف الأنساني ،فتح المطارات والمؤانى وصرف المرتبات وماشابه ذلك من تفاصيل ، وقبول الحوثيين يأتي من زاوية تأجيل الملفات الصعبة إلى مراحل قادمة وهذه ربما هي بوادر نجاح تلك الحوارات.
قبول السعودية النقاش حول ذلك الملف بمقابل إعتبار الحرب، يمنية يمنية وبقاء المملكة أشبه بوسيط بين الفرقاء اليمنيين، وهذا يعني أن نتائج ماقد يتم التوصل إليه يضع أطراف الصراع في الداخل اليمني أمام إستراحة محارب ، ك مقدمة لفصل أخر من الحرب في جغرافية الجمهورية اليمنية فقط ، قد تطول أو تقصر لكنها ستفضي لا شك إلى حوار يمني يمني يرسم معالم، مستقبل اليمن بما ستحدده خارطة الحرب ، وإعتراف الأطراف المتصارعة ببعضها وقبولها بالواقع الجديد.
خلال المرحلة القادمة قد تكون الحرب جنوبية يمنية وقد تكون يمنية ،جنوبية يمنية، من خلال تحالف الانتقالي مع القوى الوطنية في اليمن ، ولا يستبعد حصول تطورات جديدة ،،تحالف الأصلاح والحوثيين ، ولا يستبعد أيضا تحول الحرب إلى حرب طائفية مغلفة بأغلفة.سياسية،، بمعنى أن كل الإحتمالات واردة ، تحديداً ما إذا فشلت التفاهمات بين السعودية وايران ، أي أن تجاذبات القوى الإقليمة والدولية ستظل موثرة على المشهد اليمني بقوة.
لهذا يجب علىنا في الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي تحليل الأزمة تحليل منطقي بمعطياته الجديدة ،بسيناريوهات من زوايا متعددة ،وقراءة المستجدات قراءة عقلانية، لخوض غمار المستقبل بنجاح ، يتطلب مزيداً من التنطيَم وتوحيد الجبهة الداخلية ، في كافة الجوانب والإتجاهات ، إقتصادية ،سياسية ،عسكرية ،
مجتمعية تمكن سفينة الوطن بالوصول إلى بر الأمان .