قد نختلف مع المجلس الإنتقالي الجنوبي ونتتقده في بعض الإخفاقات أو التعاطي أو إدارة الملف السياسي في مواقف معينة وفي وجود فساد وقصور هنا وهناك و تقويمه مطلوب و الإختلاف ظاهرة صحية فلسنا جميعا معلبين في فكر أو نهج واحد ولكن هذا لايعني أن نذهب بعيداً أو ننكر ما وصلنا إليه اليوم من إنجازات فهذا المكون مر بمنعطفات وتحديات كبيرة حتى وصل بنا إلى هذه المرحلة، هذا المكون لم يكون وليد اللحظة بل إننا قطعنا معه مشوار طويل رسم معالم هذا المشوار تضحيات ودماء الشهداء من كل بيت من بيوت الجنوب وتحسسنا الطريق معاً في أصعب الظروف وأكثرها ضبابية حتى وصلنا إلى هذا المنعطف من هذه المرحلة الحساسة.
بكينا معاً من وطاة الألم في اجتياح الجنوب الأول والثاني و بكينا معاً أيضاً من شدة الفرح عند تحرير عدن، هذه اللحظات مررنا بها جميعاً ولأجلها ولها علينا اليوم أن نجتمع لتقريب وجهات النظر من أجل وحدة الصف ولم الشتات الذي ذقنا منه ويلات الحروب الداخلية قبل الخارجية وتاريخ الجنوب مليء بالصراعات القاسية التي لم نخرج منها إلا بضعفنا واستغلال كبواتنا والنيل منا حتى اوصلتنا إلى اتفاقية الوحدة المشؤومة.
اليوم نحن بحاجة للالتفاف حول المجلس الإنتقالي الجنوبي والرئيس عيدروس الزبيدي حتى نصل أو نموت ونحن نحاول معاً.
لم يكن الطريق سهلا ولا محفوفاً بالورد ولن يكون وحتى نصل إلى إستعادة الجنوب حينها من حق جميع كل الجنوبيين أن يشارك في ترتيب وترميم البيت الجنوبي ولكن دون البيت أو المسكن مافائدة كثرت الأثاث وتراكم الأمتعة أن كانت ملقاة على قارعة الطريق دون سقف يحميها!
واخيراً رمموا البيت الجنوبي أو اصلحوا اعوجاجاته ولكن لا تهدموه فوالله أن النوم في العراء أشد قسوة وأكثر مرارة علينا وعلى تلك الأسر التي لازالت تناجي في ليلها شهيداً غاب عنها أو تبكي جريحاً طريح الفراش.