حرب البسوس هي حرب قامت بين قبيلة تغلب وأحلافها ضد بني شيبان وأحلافها، بعد قتل جساس لكليب بن ربيعة التغلبي ثأرا لخالته البسوس، وهي من قبيلة بني تميم بعد أن قتل كليب ناقة كانت لجارها، ويذكر كثير من رواة العرب أن هذه الحرب استمرت أربعين عاما.
مجددا تستجد حرب البسوس في مجتمعاتنا، فتزهق أرواحا كثيرة، غير متقيدين بتعاليم ديننا الإسلامي، وحرمة قتل النفس العمد، وآثارها المدمرة على النسيج الاجتماعي، واقلاق السكينة العامة.
ما يحصل في شبوة بين الحين والآخر، وغيرها من المحافظات الجنوبية من معارك قبلية، يجب أن يتوقف فورا، ويتدخل عقلاء شبوة وشيوخهم بشقيه الديني والقبلي، لرأب الصراع واخماد الفتنة القائمة.
غياب الدولة والنظام والقانون والقضاء واستبدالها بالأحكام العرفية، جعل بلادنا مسرحا للثأرات التي انكوى منها الجميع وتشردت وهاجرت على اثرها كثير من الأسر، بحثا عن الأمن والأمان.
بعيدا عن المكابرة، هناك حقيقة عامة لابد من قولها تشعر بها كل شرائح المجتمع، مفادها أن الأمن والنظام والقانون، أصبح مطلبا ضروريا وعاجلا، حتى من كانوا يستغلون هذا الانفلات الأمني، أصبحوا أكثر طلبا لوقوعهم في فخ الثأرات، حيث لا منقذ لحلحلتها غير القانون والنظام، وإن كان حلوله غير مقنعة لهم ولكن فيه حفظ ماء الوجه.
نرجو أن يأتي يوما ونرى كل الصراعات تحتكم للقانون والقضاء، وتنتهي كل الثأرات التي أبكت وأحزنت أمهات على فلذات أكبادها، في ظل ديمومة الخوف، والقلق من زهق أرواح أكثر فأكثر.