ماذا لو أن الميناء الذي قصفته إسرائيل يوم أمس كان عبادان، أو بندر عباس، أوخرمشهر، وليس ميناء الحديدة ، ترى هل كان رد الفعل عند العالم سيكون الصمت ، كما حدث مع ميناء الحديدة ؟! وهل كانت إيران ووكلاءها سيكتفون بجعجعة بلهاء إزاء حدث ضخم كهذا؟!، ثم لماذا لم تُقْدِم اسرائيل على قصف هذه الموانئ عندما هاجمتها ايران بعدّها وعتادها في ١٣ أبريل هذا العام، واكتفت برسالة تحذيرية كما بررت، وتجاوزت كل حد في الرد عندما جاءها الهجوم من المكان الذي يسيطر عليه أحد وكلاء إيران؟!
نحن نعرف أننا أمام عدو يجيد الاستعراض في المكان الذي توفره له إيران سواء في اليمن المكلومة، أولبنان المصادرة ، أو سوريا المنهكة ، والاثنان ( إيران وإسرائيل) متفقان على إدارة معركتهما، إن كانت هناك معركة حقيقية من أساسه ، في هذه البلدان التي تستعرض فيها اسرائيل عضلاتها ضد مقدرات شعوبها ، مع الحفاظ على كل من يوفر لها أسباب مثل هذا الاستعراض من المليشيات وقادتها، ولنتذكر ما قاله بالأمس وزير الدفاع الإسرائيلي بعد قصف ميناء الحديدة ” إن الشرق الأوسط كله يشاهد لهب الحرائق الصادرة من ميناء الحديدة” ، والسؤال الذي يمكن طرحه مقابل هذا الاستعراض الأجوف والجبان هو لماذا لم يشاهد الشرق الأوسط مثل هذا اللهب من أحد موانئ أو منشئات إيران حينما كان على اسرائيل أن تجعل من مشاهدته تعبيراً عن قوة ، لا استعراضاً سخيفاً كما يحدث في غزة ولبنان واليمن وسوريا .
والسؤال الأخير هو هل أدرك وكلاء ايران أن كل ما يقومون به هو أنهم وضعوا مقدرات بلدانهم وشعوبهم ، ومعها حاضر ومستقبل هذه الشعوب، بين حجري الرحى الإيرانية والإسرائيلية ، فالأولى تستخدمهم لخوض معاركها الخاصة نيابة عنها ، والثانية لاستعراض بطولات حمقاء، أقل ما يقال أنها جبانة .