قبل سنوات قام الحوثيون بإزالة قطاع التعاون الدولي من وزارة التخطيط والتعاون الدولي، وحولوه إلى جهاز مستقل يسمى المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية، برئاسة أحمد حامد مدير مكتب الرئاسة ورئيس حكومتهم العميقة، بقيت الوزارة باسم وزارة التخطيط، ولاحقا قرروا تسميتها وزارة التخطيط والتنمية، وهو الاسم القديم للوزارة قبل عام 2000م.
بعدها بفترة اقتطعوا قطاع الأوقاف من وزارة الأوقاف والإرشاد وأنشأوا جهاز مستقل يسمى الهيئة العامة للأوقاف، يتبع مكتب الرئاسة (أحمد حامد)، وغير خاضع لإشراف الحكومة نهائيا، صار الاسم الجديد لوزارتهم (وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة).
البارحة أعلنوا أنهم شكلوا حكومة جديدة فالوا أنها تغييرات جذرية!!.
وزارة التخطيط والتنمية - التخطيط والتعاون الدولي سابقا - اختفت تماما من التشكيلة، ووزارة الإرشاد والحج والعمرة - الأوقاف والإرشاد سابقا - اختفت أيضا من التشكيلة.
وزارة الشؤون القانونية التي لا تختفي من أي حكومة في الدنيا، أيضا زالت من قائمة التشكيلة التي لا تتجاوز مساحة الاعتراف بها نقطتي الازرقين شمالا ودار سلم جنوبا في أمانة العاصمة.
كل الوزارات والمسميات الوزارية طالها التغيير المزعوم عدا 6، ماذا يريد أبناء السلالة من هذا العبث؟!
سنشهد في الأيام القادمة نشوء عدد من الهيئات واللجان والمسميات الجديدة، خارج إطار الدستور والقانون والمصلحة وقواعد الإدارة.
حتى بمعاييرهم وأهدافهم بكل قبحها وبكونهم جماعة منبوذة لا تمتلك الشرعية ولا القبول، ما يقومون به هو تدمير وقح لما تبقى من مؤسسات الدولة الواقعة تحت سطوتهم.
سيحصدون هم قبل غيرهم نتيجة العبث الفوضوي الأبله، ارتباكا وتناقضا وفشلا ذريعا وعشوائية سيحصدون نتائجها مريرة.
تفصيل الوزارات والمؤسسات العامة بمقاييس الأشخاص والإرضاء والارتجال والأمزجة والمقترحات البليدة يعكس عقدة الإمامة الزيدية المستفحلة وعجزها في التحول إلى شعب أو دولة، هم أعجز وأغبى من أن يخلقوا جمهورية ولا حتى ملكية أو نظاما مستبدا، هم حالة هجينة خارج كل النظم وقواعد المنطق، إمامة دينية ترى في الدولة والنظام والقانون والعدالة خللا وتعتقد في العالم خطرا وفي الشعب جريمة متربصة تتحين لحظة الانقضاض عليهم.
قبل أيام فقط تسربت توجيهات أحمد حامد وقرار المشاط بتمليك شخص مجهول خمسين ألف لبنة من أراضي صنعاء بينها 10 آلاف لبنة من أرضية كلية الطب بجامعة صنعاء، لغة حمقاء وسفيهة، يخاطب رئيس الجامعة المالكة للأرض بعبارة (عليك تسليم الأرض وما عداه فستحله الجهات العليا فهو ليس شأنك)، تصرف هوشلي فج، قطعا لن يتم حتى بما أرادوه، فضلا عن كونه عبث ولصوصية تعبر فعلا عن معنى الإفساد في الأرض.
ثلاثي الفساد والفشل والفوضى يتراكم بشكل متسارع، وقطعا فهذه الثلاثية كفيلة بإنهاء حتى اعرق الدول وأغنى الأنظمة والحكومات ، لكن للأسف الشديد لحظة سقوطهم المدوية - والتي باتت أقرب مما كان منطقيا – سيدرك الشعب أنهم دمروا كل شيء مروا عليه وستكون كلفة إصلاح ما أفسدوه باهظة، لكن هذا الإفساد كلما زاد فهو يقرّب المسافة بينهم وبين الهاوية.