مع تصاعد وتيرة القتال والعنف في السودان ألقت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، بآخر كروتها، في محاولة لتحقيق اختراق في مساعي وقف الحرب.
ويصل إلى بورتسودان غدا الأحد، المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو، للقاء مسؤولين في الحكومة السودانية، بعدما تعثر لقاء كان مقررا بين الطرفين في القاهرة في شهر أغسطس/آب الماضي.
وحينها، عزت واشنطن إلغاء اللقاء إلى "خرق للبروتوكول"، فيما قالت الحكومة السودانية إن الإلغاء سببه ظروف تتعلق بالوفد الأمريكي.
ووفق لوكالة الأنباء السودانية الرسمية فإن زيارة بيرييلو تستغرق يوما واحدا، وسيجري خلالها لقاءات مع عدد من المسؤولين في مجلس السيادي، كما سيلتقي حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، ووزير الخارجية علي يوسف، ومفوض العون الإنساني، وممثلين للقوى السياسية والإدارات الأهلية.
آخر الكروت
وقال الكاتب والمحلل السياسي أمير بابكر، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن ما يميز زيارة المبعوث الأمريكي أنها المرة الأولى التي سيلتقي فيها الطرف الحكومي داخل السودان.
أضاف "لا أدري إن كان سيلتقي المسؤولين السودانيين في مطار بورتسودان أم داخل المدينة، وقد أشيع أن إلغاء الزيارات التي حُددت سابقا كانت بسبب الخلاف حول مكان اللقاء".
وأضاف بابكر "زيارة بيرييلو تأتي في ختام فترة ولاية بايدن، ما يعني أنها آخر كروت الإدارة الأمريكية الحالية لوضع بصمتها على حل الأزمة السودانية"، متوقعا أن يحمل المبعوث الأمريكي مقترحا محددا قابلا للتنفيذ ويجد قبولا عند الطرف الحكومي في بورتسودان".
وتابع "تأتي الزيارة متزامنة مع المقترح الذي أطلقته منظمة إيغاد الأفريقية بنشر قوات أفريقية من دول ليست ذات صلة بالصراع السوداني-السوداني، وقبلها اللقاء الذي جمع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، مع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان على هامش القمة العربية الإسلامية التي عُقدت في الرياض الأسبوع الماضي، إلى جانب جهود تبذل في العاصمة المصرية للضغط على الأطراف المدنية لمزيد من التوافق".
وقال "واضح أن الزيارة التي تأخرت كثيرا كانت تواجه عقبات حقيقية، ولكنها في هذا التوقيت تشير إلى تفاهمات ربما جرت للخروج بنتائج إيجابية قبل دخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للبيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل".
فرص ضئيلة
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي خالد عابدين إن زيارة المبعوث الأمريكي إلى السودان تأتي في إطار "تحركات الساعات الأخيرة لإدارة بايدن" لتحقيق تقدم في ملف السودان، بعد أن زادت المأساة الإنسانية، قبل تولي ترامب المسؤولية، الذي من المرجح أن يُعطي أطرافا إقليمية أدوارا أكبر في ملف السودان.
وأضاف عابدين، في حديث لـ"العين الإخبارية": "تبدو فرص النجاح في تحقيق تقدم ضئيلة جدا".
ويشهد السودان معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان من العام الماضي، بعد خلاف على جدول زمني لاستيعاب الدعم السريع داخل صفوف المؤسسة العسكرية الرسمية.
وخلف الصراع المحتدم عشرات آلاف القتلى، وملايين النازحين داخليا وخارجيا، كما تسبب في مأساة إنسانية وسط تردي الوضع الصحي فيما يقف السكان على شفير الجوع.