ماذا تبقى من النصر؟!

في كل عام يحتفلون بذكرى نصر وتحرير عدن، ويفترشون ساحة العروض، ويقيمون مآدبة إفطار.
- قد تكون اللمة بركة، ولكن الحقيقة مؤلمة.
- محزن ومحرج أن يختزلوا نصرنا العظيم في مآدبة إفطار، ونظنها أصبحت تقليداً وليس اعترافاً.
- لم يتبق لعدن وصمودها الأسطوري غير كلمات المشير عبدربه: "صبراً جميلًا عدن"، ودعاء الشيخ السديس في الحرم المكي: "اللهم انصر عدن".
- لم يتبق من المقاومة سوى أطلال الخنادق والمتارس والجبهات، والرؤوس الشامخة، والأقدام الحافية في لهيب شمس الصيف الحارقة!.
- لم يتبق لنا من المعركة غير الصور!.
- لم يتبق من النصر غير الذكريات!.
- لم يتبق من التحرير غير الاسم!.
- لم يتبق للشهداء سوى القبور والجحود!.
- لم يتبق للجرحى سوى جروحهم، والسرير، وأطرافهم المبتورة، والأنين!.
- عندما سلمناهم عدن واستقروا على كراسي السلطة، تركوا كثيراً من الجرحى يستعطفونهم للحصول على كراسي متحركة!.
- لم يتبق للأمهات غير الدموع، ورائحة فلذات أكبادهن على ملابسهم التي يحتفظن بها في الخزانة.
- لم يتبق للآباء غير القهر والصبر!.
- لم يتبق للأرامل الثكالى سوى محاولات بائسة للعيش بكرامة!.
- لم يتبق للطفلة التي كانت تنتظر عودة أبيها من المعركة سوى اليتم، وقسوة الحياة ومذلة السؤال!.
- هؤلاء الذين قدموا لعدن فلذات أكبادهم وأزواجهم وآباءهم، واستقبلوا استشهادهم بالإيمان، وشيّعوا جثامينهم بالزغاريد.. أين هم اليوم من النصر؟!.
- في ذروة الحرب ومحنة الحصار، احتفظنا بكرامتنا وأخلاقنا وإنسانيتنا.
- كانت كل بيوت عدن بيتاً واحداً، ويتنافسون على من يضحي أكثر، وأصبحنا اليوم في شتات وفقر وكفر.
- كنا جميعاً جنوداً أكتافنا متلاحمة، وعندما انتهت المعركة، صعدوا على أكتافنا المنتصرة والمرهقة، وأصبحوا قادة، وأكثرهم لم يشهدوا معركة.
- نشعر أنهم يعاقبوننا، وأن ما كسبناه في الحرب خسرناه في السلام.
- الداخل تعبان يا قيادة.. لقد وصلنا إلى حافة الكارثة، راجعوا مواقفكم، ولا تدفعوا الناس إلى الخيارات الصعبة.
- لقد سرق الجبناء النصر !..
- ياسر محمد الأعسم/ عدن 2025/3/27